وقوله - سبحانه - : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } أى : متسع منبسط ، بحيث لا يزول كما يزول الظل فى الدنيا ، ويحل محله ضوء الشمس .
أخرج الشيخان وغيرهما عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها عاما - وفى رواية مائة عام - اقرءوا إن شئتم { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } " .
وقوله : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } : قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - يبلُغُ به النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، اقرؤوا إن شئتم : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } .
ورواه مسلم من حديث الأعرج ، به{[28060]} .
وقال الإمام أحمد : حدثنا سُرَيج ، حدثنا فُلَيح ، عن هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عَمْرة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرؤوا إن شئتم : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } .
وكذا رواه البخاري ، عن محمد بن سِنَان{[28061]} ، عن فُلَيح به{[28062]} ، وكذا رواه عبد الرزاق ، عن مَعْمَر ، عن هَمَّام ، عن أبي هريرة{[28063]} . وكذا رواه حماد بن سلمة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة {[28064]} ، والليث بن سعد ، عن سعيد المَقْبُرِيّ ، عن أبيه ، عن أبي هريرة {[28065]} ، وعوف ، عن ابن سيرين ، عن أبي هُرَيرة [ به ] {[28066]} .
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة ، سمعت أبا الضحاك يحدث عن أبي هُرَيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين ، أو مائة سنة ، هي شجرة الخلد " {[28067]} .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله قال : " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها ، واقرؤوا إن شئتم : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } .
إسناده جيد ، ولم يخرجوه{[28068]} . وهكذا رواه ابن جرير ، عن أبي كُرَيْب ، عن عبدة وعبد الرحيم ، عن محمد بن عمرو ، به . وقد رواه الترمذي ، من حديث عبد الرحيم بن سليمان ، به{[28069]} .
وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا مِهْرَان ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن زياد - مولى بني مخزوم - عن أبي هريرة قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرؤوا إن شئتم : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } . فبلغ ذلك كعبًا فقال : صدق ، والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد ، لو أن رجلا ركب حِقَّة أو جَذَعة ، ثم دار حول{[28070]} تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط هَرَمًا ، إن الله غرسها بيده ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة ، وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة {[28071]} .
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا محمد بن مِنْهَال الضرير ، حدثنا يزيد بن زُرَيع ، عن سعد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } ، قال : " في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " .
وكذا رواه البخاري ، عن روح بن عبد المؤمن ، عن يزيد بن زُرَيع {[28072]} ، وهكذا رواه أبو داود الطيالسي ، عن عمران بن دَاوَر القطان ، عن قتادة به . وكذا رواه مَعْمَر ، وأبو هلال ، عن قتادة ، به . وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد وسهل بن سعد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المُضَمَّر السريع مائة عام ما يقطعها " {[28073]} .
فهذا حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل متواتر مقطوع بصحته عند أئمة الحديث النقاد ، لتعدد طرقه ، وقوة أسانيده ، وثقة رجاله .
وقد قال الإمام أبو جعفر بن جرير : حدثنا أبو كُرَيْبَ ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو حُصَين قال : كنا على باب في موضع ، ومعنا أبو صالح وشقيق - يعني : الضبي - فحدث أبو صالح قال : حدثني أبو هُرَيْرَة قال : إن في الجنة شجرةً يسير الراكب في ظلها سبعين عامًا . قال أبو صالح : أتكَذّب أبا هريرة ؟ قال : ما أكذّب أبا هريرة ، ولكني أكذِّبك أنت . فشق ذلك على القراء يومئذ{[28074]} .
قلت : فقد أبطل من يكذب بهذا الحديث ، مع ثبوته وصحته ورفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الترمذي : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا زياد بن الحسن بن الفُرَات القَزَّاز ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما في الجنة شجرة إلا ساقها من ذهب " . ثم قال : حسن غريب {[28075]} .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا أبو عامر العَقَدي ، عن زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن عِكْرِمَة ، عن ابن عباس قال : الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها ، قدر ما يسير الراكب في نواحيها مائة عام . قال : فيخرج إليها أهل الجنة ؛ أهل الغرف وغيرهم ، فيتحدثون في ظلها . قال : فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله ريحًا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا .
هذا أثر غريب وإسناده جيد قَويّ حسن .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن{[28076]} يمان ، حدثنا سفيان ، حدثنا أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون في قوله : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } قال : سبعون ألف سنة . وكذا رواه ابن جرير ، عن بُنْدَار ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، مثله . ثم قال ابن جرير :
حدثنا ابن حميد ، حدثنا مِهْرَان ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } قال : خمسمائة ألف سنة .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا حصين بن نافع ، عن الحسن في قوله الله تعالى : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } قال : في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها .
وقال عوف عن الحسن : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها " . رواه ابن جرير{[28077]} .
وقال شبيب عن عِكْرِمَة ، عن ابن عباس : في الجنة شَجَر لا يحمل ، يُستظَلُّ به . رواه ابن أبي حاتم .
وقال الضحاك ، والسُّدِّيّ ، وأبو حَرْزَةَ في قوله : { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } لا ينقطع ، ليس فيها شمس ولا حر ، مثل قبل طلوع الفجر .
وقال ابن مسعود : الجنة سَجْسَج ، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس .
وقد تقدمت الآيات كقوله : { وَنُدْخِلُهُمْ ظِلا ظَلِيلا } [ النساء : 57 ] ، وقوله : { أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا } [ الرعد : 35 ] ، وقوله : { فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ } [ المرسلات : 41 ] إلى غير ذلك من الآيات .
وقوله : وَظِلَ مَمْدُودٍ يقول : وهم في ظلّ دائم لا تنسخه الشمس فتذهبه ، وكلّ ما لا انقطاع له فإنه ممدود ، كما قال لبيد :
غَلَبَ البَقاءَ وكنْتُ غَيرَ مُغَلّبِ *** دَهْرٌ طَوِيلٌ دائم مَمْدُودُ
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الاَثار ، وقال به أهل العلم . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون وَظِل مَمْدُودٍ قال : خمس مئة ألف سنة .
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن زياد مولى بني مخزوم ، عن أبي هريرة ، قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام ، اقرأوا إن شئتم وَظِلَ مَمْدُودٍ فبلغ ذلك كعبا ، فقال : صدق والذي أنزل التوراة على لسان موسى ، والفرقان على لسان محمد ، لو أن رجلاً ركب حِقّة أو جَذَعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها ، حتى يسقط هَرِما ، إن الله غرسها بيده ، ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة .
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا حكام ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن زياد مولى لبني مخزوم ، أنه سمع أبا هريرة يقول : ثم ذكر نحوه ، إلا أنه قال : وما في الجنة من نهر .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون وَظِلَ مَمْدُودٍ قال : مسيرة سبعين ألفَ سنة .
حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو يحيى بن سليمان ، عن هلال بن عليّ ، عن عبد الرحن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ سَنَةَ ، اقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ وَظِلَ مَمْدُودٍ » .
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسين بن محمد ، عن زياد ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : «إنّ فِي الجَنّة شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ عامٍ ، اقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ وَظِلّ مَمْدُودٍ » .
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا يحيى بن واضح ، قال : حدثنا الحسين بن محمد ، عن زياد ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : «إنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ في ظِلّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها ، وَاقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ وَظِلَ مَمْدُودٍ » .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي الضحى ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها ، شَجَرَةُ الخُلْدِ » .
حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، قال : سمعت أبا الضحاك يحدّث ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها سَبْعِينَ أو مِئَةَ عامٍ ، هِيَ شَجَرَةُ الخُلْدِ » .
حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا عمران ، عن قتادة ، عن أنس ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ عامٍ لا يقْطَعُها » .
قال : ثنا أبو داود ، قال : حدثنا عمران ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، مثل ذلك .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن حماد بن سلمة ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مثله .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا عبدة وعبد الرحمن ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ سَنَةٍ لا يَقْطَعُها ، وَاقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ قَوْلَهُ : وَظِلَ مَمْدُودٍ » .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا فردوس ، قال : حدثنا ليث ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبِ فِي ظِلّها مِئَةَ سَنَة » .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا المحاربيّ ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، قال : حدثنا عوف ، عن الحسن ، قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ فِي الجَنّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها » .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا عوف ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وبمثله عن خلاس .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا أبو حصين ، قال : كنا على باب في موضع ومعنا أبو صالح وشقيق ، يعني الضبيّ ، فحدّث أبو صالح ، فقال : حدثني أبو هريرة ، قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما ، فقال أبو صالح أتكذّب أبا هريرة ، فقال : ما أكذّب أبا هريرة ، ولكني أكذّبك قال : فشقّ على القرّاء يومئذٍ .
حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا سليمان ، قال : حدثنا أبو هلال ، عن قتادة وَظلَ مَمْدُودٍ قال : حدثنا ، عن أنس بن مالك ، قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها .
قال : ثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وَظِلَ مَمْدُود قال قتادة : حدثنا أنس بن مالك ، أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ عامٍ لا يَقْطَعُها » .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس ، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ فِي الجَنّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرّاكِبُ فِي ظِلّها مِئَةَ عامٍ لا يقْطَعُها » .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، ع معمر ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، مثل ذلك أيضا .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وظل ممدود} دائم لا يزول لا شمس فيه كمثل ما يزول الظل في الدنيا...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"وَظِلَ مَمْدُودٍ" يقول: وهم في ظلّ دائم لا تنسخه الشمس فتذهبه، وكلّ ما لا انقطاع له فإنه ممدود.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{وظل ممدود} يصفه أنه ليس فيه شمس، يؤذي حرها، ولا برد يؤذي. بل ظل لأن الظل شيء لطيف، لا أذى فيه، ولا هو شيء يثقل على الأبدان، بل هو شيء يوافق البدن، ويخف عليه.
(الأول) ممدود زمانا، أي لا زوال له فهو دائم، كما قال تعالى: {أكلها دائم وظلها} أي كذلك.
(الثاني) ممدود مكانا، أي يقع على شيء كبير ويستره من بقعة الجنة.
(الثالث) المراد ممدود أي منبسط، كما قال تعالى: {والأرض مددناها}.
فإن قيل: كيف يكون الوجه الثاني؟
نقول: الظل قد يكون مرتفعا، فإن الشمس إذا كانت تحت الأرض يقع ظلها في الجو فيتراكم الظل فيسود وجه الأرض وإذا كانت على أحد جانبيها قريبة من الأفق ينبسط على وجه الأرض فيضيء الجو ولا يسخن وجه الأرض، فيكون في غاية الطيبة، فقوله: {وظل ممدود} أي عند قيامه عمودا على الأرض كالظل بالليل...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
وفي صحيح الترمذي وغيره من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها واقرؤوا إن شئتم "وظل ممدود".
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
... وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد وسهل بن سعد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المُضَمَّر السريع مائة عام ما يقطعها". فهذا حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل متواتر مقطوع بصحته عند أئمة الحديث النقاد، لتعدد طرقه، وقوة أسانيده، وثقة رجاله. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن أبي الربيع، حدثنا أبو عامر العَقَدي، عن زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عِكْرِمَة، عن ابن عباس قال: الظل الممدود شجرة في الجنة على ساق ظلها، قدر ما يسير الراكب في نواحيها مائة عام. قال: فيخرج إليها أهل الجنة؛ أهل الغرف وغيرهم، فيتحدثون في ظلها. قال: فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا، فيرسل الله ريحًا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في الدنيا. هذا أثر غريب وإسناده جيد قَويّ حسن.