قوله : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } .
أي : دائم باقٍ لا يزول ، ولا تنسخه الشمس{[54853]} ، كقوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظل } [ الفرقان : 45 ] .
وذلك بالغداةِ ، وهي ما بين الإسفار إلى طلوع الشمس ، والجنة كلها ظل لا شمس معه .
قال ابن الخطيب{[54854]} : إنَّ الشمس إذا كانت تحت الأرض يقع ظلها في الجو ، فيتراكم الظل فيسودّ وجه الأرض ، وإذا كانت الشمس في أحد جانبي الأرض من الأفق ، فينبسط الظل على وجه الأرض ، فيضيء الجو ولا يسود وجه الأرض ، فيكون في غاية الطيبة ، فقوله : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } أي : كالظل بالليل ، وعلى هذا فالظل ليس ظل الأشجار ، بل ظل يخلقه الله تعالى .
وقال الربيع بن أنس : يعني ظل العرش{[54855]} .
وقال عمرو بن ميمون : مسيرة سبعين ألف سنة{[54856]} .
وقال أبو عبيدة : تقول العرب للدهر الطويل [ والعمر الطويل ] {[54857]} والشيء الذي لا ينقطع : ممدود .
غَلَبَ العَزَاءُ وكُنْتُ غَيْرَ مُغَلَّبٍ *** دَهْرٌ طويلٌ دائمٌ مَمْدُودُ{[54858]}
وفي «صحيح الترمذي » وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «في الجَنَّة شَجَرةٌ يسيرُ الرَّاكِبُ في ظلِّها مائة عامٍ ، لا يَقْطَعُهَا ، اقرءوا إن شِئْتُم : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ }{[54859]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.