الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَظِلّٖ مَّمۡدُودٖ} (30)

{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } دائم لا تسخنه الشمس .

قال الربيع : يعني ظل العرش . عمرو بن ميمون : مسيرة سبعين ألف سنة .

قال أبو عبيدة : تقول العرب للدهر الطويل والعمر الطويل ، وللشيء الذي لا ينقطع : ممدود .

قال لبيد :

غلب العزاء وكنت غير مقلب *** دهر طويل دائم ممدود

حدّثنا أبو محمد مهدي بن عبد الله بن القاسم بن الحسن العلوي إملاءً في شهر ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، حدّثنا أبو بكر جعفر بن محمد الحجاج حدّثني محمد بن يونس الكديمي ، حدّثنا أبو عامر العقدي ، حدّثنا زمعة بن صالح عن سلمة عن عكرمة عن ابن عباس في قوله { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } قال : شجرة في الجنة على ساق يخرج إليها أهل الجنة ، أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في أصلها ويتذكر بعضهم ويشتهي بعضهم لهو الدنيا فيرسل الله عزّوجل عليها ريحاً من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا .

وأخبرني ابن فنجويه ، حدّثنا محمد بن حبيش بن عمر المقريء ، حدّثنا ذكار بن الحسن ، حدّثنا هناد بن السري ، حدّثنا عبدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها ، إقرؤوا إن شئتم قول الله عزّوجل : { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } " .