{ 41-42 } { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ }
أي { وفي عَادٍ } القبيلة المعروفة آية عظيمة{[861]} { إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ } أي : التي لا خير فيها ، حين كذبوا نبيهم هودا عليه السلام .
ثم تنتقل السورة بعد ذلك إلى بيان ما حل بقوم هود - عليه السلام - فتقول : { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الريح العقيم مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كالرميم } .
أى : وتركنا فى قصة عاد - أيضا - وهم قوم هود - عليه السلام - آية وعبرة ، وقت أن أرسلنا عليهم الريح العقيم .
أى : الريح الشديدة التى لا خير فيها من إنشاء مطر ، أو تلقيح شجر ، وهى ريح الهلاك وأصل العقم : اليبس المانع من قبول الأثر .
شبه - سبحانه - الريح التى أهلكتهم وقطعت دابرهم ، بالمرأة التى انقطع نسلها ، بجامع انعدام الأثر فى كل .
القول في تأويل قوله تعالى : { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاّ جَعَلَتْهُ كَالرّمِيمِ } .
يقول تعالى ذكره : وفِي عادٍ أيضا ، وما فعلنا بهم لهم آية وعبرة إذْ أرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرّيحَ العَقِيمَ يعني بالريح العقيم : التي لا تلقح الشجر . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن خَصِيف ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : الريح العقيم : الريح الشديدة التي لا تُلْقح شيئا .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : الرّيحَ العَقِيمِ قال : لا تلقح الشجر ، ولا تثير السحاب .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، هذا الريح العقيم ، قال : ليس فيها رحمة ولا نبات ، ولا تلقح نباتا .
حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا سليمان أبو داود ، قال : أخبرنا شعبة ، عن شاس ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : الرّيحَ العَقِيم قال : لا تلقح .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا شيخ من أهل خراسان من الأزد ، ويكنى أبا ساسان ، قال : سألت الضحاك بن مزاحم ، عن قوله : الرّيحَ العَقِيمَ قال : الريح التي ليس فيها بركة ولا تلقح الشجر .
حدثنا محمد بن عبد الله الهلاليّ ، قال : حدثنا أبو عليّ الحنفيّ ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول : الرّيحَ العَقِيمَ الجنوب .
حدثنا أحمد بن الفرج ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن يقول : العقيم : يعني : الجنوب .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : وفِي عادٍ إذْ أرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرّيحَ العَقِيمَ إن من الريح عقيما وعذابا حين ترسل لا تلقح شيئا ، ومن الريح رحمة يثير الله تبارك وتعالى بها السحاب ، وينزل بها الغيث . وذُكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : «نُصِرْتُ بالصبّا وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدّبُورِ » .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن ابن عباس ، بمثله .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : الرّيحَ العَقِيمَ قال : الريح التي لا تنبت .
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : الرّيحَ العَقِيمَ : التي لا تلقح شيئا .
حدثني ابن حَميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، قال الرّيحَ العَقِيمَ : التي لا تنبت شيئا .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وفِي عادٍ إذْ أرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرّيحَ العَقِيمَ قال : إن الله تبارك وتعالى يُرسل الريح بُشرا بين يدي رحمته ، فيحيي به الأصل والشجر ، وهذه لا تلقح ولا تحيى ، هي عقيم ليس فيها من الخير شيء ، إنما هي عذاب لا تلقح شيئا ، وهذا تلقح ، وقرأ وأرْسَلْنا الرّياحَ لَوَاقِحَ .
وقوله : { وفي عاد } عطف على قوله : { وفي موسى } ، و { عاد } هي قبيلة هود النبي عليه السلام .
و { العقيم } التي لا بركة فيها ولا تلقح شجراً ولا تسوق مطراً . وقال سعيد بن المسيب : كانت ريح الجنوب . وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : كانت نكباء{[10612]} . وهذا عندي لا يصح عن علي رضي الله عنه لأنه مردود بقوله صلى الله عليه وسلم : «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور »{[10613]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.