فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَفِي عَادٍ إِذۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلۡعَقِيمَ} (41)

{ و } تركنا { في } قصة إهلاك { عاد } آية { إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } وهي التي لا خير فيها ولا بركة ولا تلقح شجرا ولا تحمل مطرا إنما هي ريح العذاب والإهلاك ، قال علي : هي النكباء وهي كل ريح هبت بين ريحين لتنكبها وانحرافها عن مهاب الرياح المعروفة ، وهي رياح متعددة لا ريح واحدة ، قال ابن عباس : الريح العقيم الشديدة التي لا تلقح شيئا ، وعنه قال : لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب ، واختلف فيها فقيل . الجنوب ، والأظهر أنها الدبور .

" لقوله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا : وأهلكت عاد بالدبور " ؛ العقم ههنا مستعار للمعنى المذكور على سبيل التبعية ، شبه ما في الريح من الصفة التي تمنع من إنشاء مطر أو إلقاح شجر بما في المرأة من الصفة المذكورة التي تمنع من الحمل ، ثم قيل العقيم وأريد به ذلك المعنى بقرينة وصف الريح به ، أو سماها عقيما ، لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم ، أفاده الكرخي ، وفي الشهاب أصل العقم اليبس المانع من قبول الأثر ، كما قاله الراغب ، وهو فعيل ، بمعنى فاعل أو مفعول ، فلما أهلكتهم وقطعت نسلهم شبه ذلك الإهلاك بعدم الحمل لما فيه من إذهاب النسل ، وهذا هو المراد هنا