التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{عَلَيۡهِمۡ نَارٞ مُّؤۡصَدَةُۢ} (20)

{ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ } أى : عليهم نار مغلقة بحيث لا يستطيعون الخروج منها ، تقول آصدت الباب وأوصدته ، إذا أحكمت غلقه ، والاسم فيهما ، الإِصاد والوصاد

نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من أصحاب الميمنة .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{عَلَيۡهِمۡ نَارٞ مُّؤۡصَدَةُۢ} (20)

{ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ } أي : مطبقة عليهم ، فلا محيد لهم عنها ، ولا خروج لهم منها .

قال أبو هريرة ، وابن عباس ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، ومحمد بن كعب القرظي ، وعطية العوفي ، والحسن ، وقتادة ، والسدي : { مُؤْصَدَةٌ } أي : مطبقة - قال ابن عباس : مغلقة الأبواب . وقال مجاهد : أصد الباب بلغة قريش : أي أغلقه .

وسيأتي في ذلك حديث في سورة : { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ }

وقال الضحاك : { مُؤْصَدَةٌ } حيط لا باب له .

وقال قتادة : { مُؤْصَدَةٌ } مطبقة فلا ضوء فيها ولا فُرَج ، ولا خروج منها آخر الأبد .

وقال أبو عمران الجوني : إذا كان يوم القيامة أمر الله بكل جبار وكل شيطان وكل من كان يَخاف الناس في الدنيا شره ، فأوثقوا في الحديد ، ثم أمر بهم إلى جهنم ، ثم أوصدوها عليهم ، أي : أطبقوها - قال : فلا والله لا تستقر أقدامهم على قرار أبدا ، ولا والله لا ينظرون فيها إلى أديم سماء أبدا ، ولا والله لا تلتقي جفون أعينهم على غمض نوم أبدا ، . ولا والله لا يذوقون فيها بارد شراب أبدا . رواه ابن أبي حاتم .

آخر تفسير سورة " البلد " ولله الحمد والمنة

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{عَلَيۡهِمۡ نَارٞ مُّؤۡصَدَةُۢ} (20)

عليهم نار مؤصدة مطبقة من أوصدت الباب إذ أطبقته وأغلقته وثرأ أبو عمرو وحمزة وحفص بالهمزة من آصدته .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ لا أقسم بهذا البلد أعطاه الله سبحانه وتعالى الأمان من غضبه يوم القيامة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{عَلَيۡهِمۡ نَارٞ مُّؤۡصَدَةُۢ} (20)

و { مؤصدة } اسم مفعول من أوصد الباب بالواو . ويقال : أأصد بالهمز وهما لغتان ، قيل : الهمز لغة قريش وقيل : معناه جعله وصيدة . والوصيدة : بيت يتخذ من الحجارة في الجبال لحفظ الإبل . فقرأ الجمهور : { مُوصَدة } بواو ساكنة بعد الميم من أوصد بالواو ، وقرأه أبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم من ءَاصد الباب ، بهمزتين بمعنى وصَده .

وجملة : { عليهم نار موصدة } بدل اشتمال من جملة { هم أصحاب المشأمة } أو استئناف بياني ناشىء عن الإِخبار عنهم بأنهم أصحاب المشأمة .

و { عليهم } متعلق ب { مؤصدة } ، وقدم على عامله للاهتمام بتعلق الغلق عليهم تعجيلاً للترهيب .

وقد استتب بهذا التقديم رعاية الفواصل بالهاء ابتداء من قوله : { فلا اقتحم العقبة } [ البلد : 11 ] .

وإسناد المُوصَديَّة إلى النار مجاز عقلي ، والموصد هو موضع النار ، أي جهنم .