قوله : { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ } ، قرأ أبو عمروٍ وحمزةُ وحفصٌ : بالهمزة .
والباقون{[60258]} : بلا همز .
فالقراءة الأولى : من «آصَدتُ الباب » أي : أغلقته ، أوصده ، فهو مؤصد ، قيل : ويحتمل أن يكون من «أوْصدْتُ » ، ولكنه همز الواو السَّاكنة لضمة ما قبلها ، كما همز { بالسوق والأعناق } [ ص : 33 ] .
والقراءة الثانية - أيضاً - تحتمل المادتين ، ويكون قد خفف الهمزة ، لسكونها بعد ضمة .
وقد نقل الفرَّاء عن السوسي الذي قاعدته إبدال مثل هذه الهمزة ، أنه لا يبدل هذه ، وعللوا ذلك بالإلباس وأيقن أنه قرأ : «مؤصدة » بالواو من قاعدته تخفيف الهمزة .
والظاهر أن القراءتين من مادتين : الأولى من «آصَدَ ، يُوصِدُ » ك «أكرم يكرم » ، والثانية من «أوْصَدَ ، يُوصِدُ » مثل «أوصل يوصل » .
5217- تَحِنُّ إلى أجْبَالِ مكَّةَ نَاقتِي*** ومِنْ دُونهَا أبْوابُ صَنعاءُ مُؤصَدَهْ{[60259]}
أي : مغلقة ؛ وقال آخر : [ الكامل ]
5218- قَوْمٌ يُعَالِجُ قُمَّلاً أبْناؤُهُمْ *** وسَلاسِلاً حِلقاً وبَاباً مُؤصدا{[60260]}
وكان أبو بكر راوي عاصم يكره الهمز في هذا الحرف ، وقال : لنا إمام يهمز : «مؤصدة » ، فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته .
قال شهابُ الدِّين{[60261]} : وكأنه لم يحفظ عن شيخه إلا ترك الهمزة مع حفظ حفص إياه عنه ، وهو أضبط لحرفه من أبي بكر ، على ما نقله الفراء ، وإن كان أبو بكر أكبر وأتقن ، وأوثق عند أهل الحديث .
وقال القرطبيُّ{[60262]} : وأهل اللغة يقولون : أوصدت الباب وآصدته ، أي : أغلقته ، فمن قال : أوصدت ، فالاسم : الوصاد . ومن قال : آصدته ، فالاسم : الإصاد .
قال الفراء : ويقال من هذا «الأصيد » ، وهو الباب المطبق ، ومعنى «مؤصدة » أي : مغلقة .
قوله تعالى : { عَلَيْهِمْ نَارٌ } ، يجوز أن تكون جملة مستأنفة ، وأن تكون خبراً ثانياً ، وأن يكون الخبر وحده : «عَلَيْهِمْ » ، و«نارٌ » : فاصل به ، وهو الأحسن .
وقيل : معنى «عليهم نار » ، أي : أحاطت النَّار بهم ، كقوله تعالى : { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [ الكهف : 29 ] . والله أعلم .
روى الثَّعلبيُّ عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأَ { لاَ أُقْسِمُ بهذا البلد } أعْطَاهُ اللهُ الأمْنَ مِنْ غَضبهِ يَوْمَ القِيامَةِ »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.