{ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النار وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } واللفح : الإحراق الشديد يقال : فلان لفحته النار تلفحه لفحا ولفحانا إذا أحرقته .
والكلوح ، هو أن تتقلص الشفتان ، وتتكشف الأسنان ، لأن النار قد أحرقت الشفتين ، كما يشاهد - والعياذ بالله - رأس الشاة بعد شويها .
أى : تحرق النار وجوه هؤلاء الأشقياء ، وهم فيها متقلصو الشفاه عن الأسنان ، من أثر ذلك الإحراق واللفح .
و «لفح النار » إصابتها بالوهج والإحراق ، وقرأ أبو حيوة «كلحون » بغير ألف ، والكلوح : انكشاف الشفتين عن الأسنان ، وهذا يعتري الإنسان عن المباطشة مع الغضب ، ويعتري الرؤوس عند النار ، وقد شبه عبد الله بن مسعود في هذه الآية مما يعتري رؤوس الكباش إذا شيطت بالنار فإنها تكلح{[8549]} ومعه كلوح الكلب والأسد ويستعار للزمن والخطوب .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارَ" يقول: تَسْفَع وجوهَهم النار... قال ابن عباس: "تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ "قال: تنفَح.
"وَهُمْ فِيها كالحُونَ"، والكُلوح: أن تتقلّص الشفتان عن الأسنان حتى تبدو الأسنان...
فتأويل الكلام: يَسْفَع وجوههم لهب النار فتُحْرقها، وهم فيها متقلصو الشفاه عن الأسنان من إحراق النار وجوههم...
عن ابن عباس، في قوله: "وَهُمْ فِيها كالِحُونَ" يقول: عابسون...
قال ابن زيد، في قوله: وَهُمْ فِيها كالِحُونَ قال: ألم تر إلى الغنم إذا مست النار وجوهها كيف هي؟.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون} قال بعضهم: تلفحهم النار لفحة، فلا تدع لحما على عظم إلا ألقته... وقال بعضهم: {تلفح}: تشوي وتحرق، وذلك عادة النار أنها تعمل كل هذا العمل.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
يقال: لفح ونفح بمعنى واحد، غير أن اللفح أعظم من النفح واشد تأثيرا، وهو ضرب من السموم للوجه، والنفح ضرب الريح للوجه.
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
والكلوح: انكشاف الشفتين عن الأسنان، وهذا يعتري الإنسان عند المباطشة مع الغضب، ويعتري الرؤوس عند النار، وقد شبه عبد الله بن مسعود في هذه الآية مما يعتري رؤوس الكباش إذا شيطت بالنار، فإنها تكلح، ومعه كلوح الكلب والأسد، ويستعار للزمن والخطوب.
البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :
وخص الوجه باللفح لأنه أشرف ما في الإنسان، والإنسان أحفظ له من الآفات من غيره من الأعضاء، فإذا لفح الأشرف فما دونه ملفوح.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ومشهد لفح النار للوجوه حتى تكلح، وتشوه هيئتها، ويكدر لونها.. مشهد مؤذ أليم...
وهؤلاء الذين خفت موازينهم خسروا كل شيء. فقد خسروا أنفسهم. وحين يخسر الإنسان نفسه فماذا يملك إذن؟ وما الذي يتبقى له؟ وقد خسر نفسه التي بين جنبيه، وخسر ذاته التي تميزه، فكأنما لم يكن له وجود.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
هذه أوصاف جهنم أو ما يصيب الذين ينزلون فيها ويخلدون، ولفح: معناها أصابتهم بحرّها وسمومها، فأجسامهم حطبها، ووجوههم تصاب بحرها وسمومها... فهم في عذاب دائم مستمر لا يسلم منه جزء من أجسامهم.
التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :
إشارة إلى بوادر التعذيب التي يتعرضون لها، وتسلط على وجوههم بالخصوص، لما كان يبدو على أسارير وجوههم من أنفة وكبر عن الاعتراف بالحق، وما كان ينبعث منها من تأثير سحري على ضعاف الخلق، فتبدو وجوههم بفعل النار في غاية التشويه والبشاعة، ولا سيما شفاههم التي كانوا يسخرونها للنيل من رسل الله وأنبيائه، ووصفهم بكل شناعة،...
وقد وردت عدة آيات تؤكد معنى هذه الآية، منها قوله تعالى في سورة الكهف: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه} [الآية: 29].
بعد ذلك يخاطبهم الحق سبحانه خطابا يلقي اللوم عليهم ويحملهم مسئولية ما وصلوا إليه، فلم يعذبهم ربهم ابتداء، إنما عذبهم بعد أن أنذرهم، وأرسل إليهم رسولا يحمل منهاجا يبين ثواب الطائع وعقاب العاصي، ونبههم إلى كل شيء، ومع ذلك عصوا وكذبوا، ولم يستأنفوا عملا جديدا على وفق ما أمر الله. إذن: فهم المقصرون..
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
ألسنة النّار ولهيبها المحرق تضرب وجوههم كضرب السيف (وهم فيها كالحون) وهم من شدّة الألم وعذاب النّار، في عبوس واكفهرار...
تناسب العقاب مع الذنب... كلّ ذلك عقاب للذين خفّت موازينهم وانعدم إيمانهم. ومع التوجّه لهذا المعنى، وهو أنّ هؤلاء كانوا يعبّسون حين سماع الآيات الإلهيّة وأحياناً يسخرون بها. ويجلسون يتحدّثون باستهزاء وتهكّم، فإنّ هذا العذاب يناسب أعمالهم هذه.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.