الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{تَلۡفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمۡ فِيهَا كَٰلِحُونَ} (104)

ومن خفت موازين حسناته وثقلت موازين سيئاته { فأولئك الذين خسروا أنفسهم } أي : غبنوا أنفسهم حظها من رحمة الله في جهنم ، { خالدون } أي ماكثون{[47666]} { تلفح وجوههم النار } أي : تنفح وجوههم النار .

ثم قال : { وهم فيها كالحون } .

قال ابن مسعود{[47667]} : ( الكالح ) : الذي قد بدت أسنانه ، وتقلصت شفتاه ، كالرأس المشيط بالنار .

وقال ابن عباس{[47668]} : ( كالحون ) عابسون .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم{[47669]} أنه قال : " تشوي أحدهم النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته .

قال الحسن : لفحتهم النار لفحة ، فلم تدع لحما ولا جلدا إلا ألقته عند العراقيب وبقيت العظام بيضاء تلوح .


[47666]:ز: ماكثين.
[47667]:انظر: جامع البيان 18/56، والقرطبي 12/152، والدر المنثور 5/16.
[47668]:انظر: المصدر السابق.
[47669]:رواه الحاكم في المستدرك 2/395 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي على صحته، ورواه الإمام أحمد في المسند 3/88.