البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{تَلۡفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمۡ فِيهَا كَٰلِحُونَ} (104)

اللفح : إصابة النار الشيء بوهجها وإحراقها .

وقال الزجاج : اللفح أشد من اللقيح تأثيراً .

الكلوح : تشمر الشفتين عن الأسنان ومنه كلوح كلوح الكلب والأسد .

وقيل : الكلوح بسور الوجه وهو تقطيبه ، وكلح الرجل كلوحاً وكلاحاً ودهر كالح وبرد كالح شديد .

وخص الوجه باللفح لأنه أشرف ما في الإنسان ، والإنسان أحفظ له من الآفات من غيره من الأعضاء ، فإذا لفح الأشرف فما دونه ملفوح .

ولما ذكر إصابة النار للوجه ذكر الكلوح المختص ببعض أعضاء الوجه وفي الترمذي تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته قال هذا حديث حسن صحيح .

وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة كلحون بغير ألف .