الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{تَلۡفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمۡ فِيهَا كَٰلِحُونَ} (104)

ولفح النار : إصابتها بالوهج والإحراق ، والكلوح انكشافُ الشفتين عن الأسنان ، وقد شبه ابنُ مسعود ما في الآية بما يعتري رؤوس الكِبَاشِ إذا شيطت بالنار فإنَّها تكلح ، ومنه كلوح الكلب والأسد .

( ت ) : وفي «الترمذيِّ » عن أبي سعيد الخدريِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( { وَهُمْ فِيهَا كالحون } قال : تَشْوِيهِ النَّارُ ، فَتَقْلُصُ شَفَتُهُ العُلْيَا حَتَّى تَبْلُغَ وَسَطَ رَأْسِهِ ، وَتَسْتَرْخِي شَفَتُهُ السُّفْلَى حَتَّى تَضْرِبَ سُرَّتَهُ ) الحديث قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب ، انتهى .

وهذا هو المُعَوَّلُ عليه في فهم الآية ، وأَمَّا قول البخاريِّ : { كالحون } [ المؤمنون : 104 ] معناه : عابسون فغيرُ ظاهر ، ولَعَلَّهُ لم يقف على الحديث .