الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{تَلۡفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمۡ فِيهَا كَٰلِحُونَ} (104)

قوله : { تَلْفَحُ } : يجوزُ استئنافُه ، ويجوز حاليَّتُه . ويجوز كونُه خبراً آخرَ ل " أولئك " ، واللَّفحُ : إصابةُ النارِ الشيءَ/ وكَلْحُها وإِحْراقُها له ، وهو أشَدُّ من النَّفْخِ . وقد تقدَّم النفخ في الأنبياء .

قوله : { كَالِحُونَ } الكُلُوح : تَشْميرُ الشَّفَةِ العليا ، واسترخاءُ السُّفْلى . وفي الترمذي : تَتَقَلَّصُ شَفَتُه العليا ، حتى تبلغَ وسطَ رأسِه ، وتَسْتَرْخي السفلى حتى تَبْلُغَ سُرَّته " ومنه " كُلوحُ الأَسَدِ " أي : تكشيرُه عن أنيابِه . ودهرٌ كالِحٌ ، وبردٌ كالحٌ أي : شديد . وقيل : الكُلُوْحُ هو : تَقْطيبُ الوجهِ وبُسُورُه . وكَلَح الرجلُ يَكْلَحُ كُلُوحاً وكِلاحاً .