{ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ } أي تحرقها مستأنفة أو حالية أو خبر لأولئك . واللفح أشد النفح لأنه الإصابة بشدة ، والنفح الإصابة مطلقا ، كما في قوله تعالى : { ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك } ، وقيل اللفح الإحراق ، يقال : لفحته النار إذا أحرقته ، ولفحته بالسيف إذا ضربته ، وخص الوجوه لأنها أشرف الأعضاء وقيل تسفع . قال ابن عباس : تلفح تنفخ .
أخرج ابن مردويه والضياء عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآية : ( تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعقابهم ) وعن أبي مسعود قال : لفحتهم لفحة فما أبقت لحما على عظم إلا ألقته على أعقابهم .
{ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } حالية ، والكالح الذي قد شمرت شفتها وبدت أسنانه قاله الزجاج ، ودهر كالح أي شديد .
قال أهل اللغة : الكلوح تكشر في عبوس وبابه خضع ، ومنه كلوح الأسد أي تكشيره عن أنيابه ، وقيل الكلوح تقطب الوجه ، وكلح الرجل يكلح كلوحا وكلاحا وعن ابن مسعود قال : كلوح الرأس النضج بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم ، وعن ابن عباس قال : كالحون أي عابسون وعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال : ( تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى ، حتى تضرب سرته ) أخرجه الترمذي{[1271]} ، وقال :
{ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ( 106 ) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ( 107 ) قَالَ اخْسَئوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ( 108 ) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ( 109 ) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ( 110 ) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ( 111 ) } .
حديث حسن صحيح غريب ، وقد ورد في صفة أهل النار وما يقولونه وما يقال لهم أحاديث كثيرة معروفة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.