التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

ثم بين - سبحانه - شمول علمه لكل شئ فقال : { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } و " كل " منصوب على الاشتغال ، والإِحصاء للشئ : ضبطه ضبطا محكما . وأصله من لفظ الحصا ، واستعمل فيه لأنهم كانوا يعتمدون على الحصا فى العد ، كما يعتمد بعض الناس الآن على الأصابع .

قال الجمل : وقوله : { كِتَاباً } فيه أوجه : أحدها : أنه مصدر من معنى أحصيناه ، أى : إحصاء فالتجوز فى نفس المصدر . والثانى : أنه مصدر لأحصينا ، لأنه فى معنى كتبنا . فالتجوز فى نفس الفعل . . أى : وكل شئ فى هذا الكو ، قد أحصيناه إحصاء تاما ، بحيث لا يعزب منه شئ عن علمنا ، مهما كان صغيرا .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

بينما كان الله يحصي عليهم كل شيء إحصاء دقيقا لا يفلت منه حرف : ( وكل شيء أحصيناه كتابا ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

وقوله : { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا } أي : وقد عَلِمنا أعمالَ العباد كلهم ، وكتبناهم عليهم ، وسنجزيهم على ذلك ، إن خيرًا فخير ، وإن شرًا فشر .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

وقوله تعالى : { وكل شيء أحصيناه } ، يريد كل شيء شأنه أن يحضر في هذا الخبر وربط لآخر القصة بأولها أي هم مكذبون وكافرون ، ونحن قد أحصينا ، فالقول لهم في الآخرة { ذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً }

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

اعتراض بين الجُمل التي سيقت مساق التعليل وبين جملة { فذوقوا } [ النبأ : 30 ] وفائدة هذا الاعتراض المبادرة بإعلامهم أن الله لا يخفى عليه شيء من أعمالهم فلا يدع شيئاً من سيئاتهم إلا يحاسبهم عليه مَا ذكر هنا وما لم يذكر ؛ كأنه قيل : إنهم كانوا لا يرجون حساباً وكذبوا بآياتنا ، وفعلوا مما عدا ذلك وكل ذلك محصي عندنا .

ونُصِب { كلَّ } على المفعولية ل { أحصيناه } على طريقة الاشتغال بضميره .

والإحصاء : حساب الأشياء لضبط عددها ، فالإحصاء كناية عن الضبط والتحصيل .

وانتصب { كتاباً } على المفعولية المطلقة ل { أحصيناه } . والتقدير : إحصاء كتابة ، فهو مصدر بمعنى الكتابة ، وهو كناية عن شدة الضبط لأن الأمور المكتوبة مصونة عن النسيان والإغفال ، فباعتبار كونه كناية عن الضبط جاء مفعولاً مطلقاً ل ( أحصينا ) .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم رجع إلى أعمالهم الخبيثة فقال: {وكل شيء أحصيناه} من الأعمال {كتابا} يعني ثبتناه مكتوبا عندنا في كتاب حفيظ يعنى اللوح المحفوظ {كتابا} يعني ما عملوا من السيئات أثبتناه في اللوح المحفوظ مثلها، في يس: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} [الآية:12]...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وكلّ شيء أحصيناه، فكتبناه كتابا، كتبنا عدده ومبلغه وقدره، فلا يعزب عنا علم شيء منه. ونصب كتابا، لأن في قوله: أحْصَيْناهُ مصدر أثبتناه وكتبناه، كأنه قيل: وكلّ شيء كتبناه كتابا...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فجائز أن يكون الإحصاء والكتاب واحدا، وجائز أن يكون أريد بالإحصاء ما أثبت في الكتاب: {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف: 49]...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

أي: كتبناه كتاباً، وعلمناه عِلْماً.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{وكل شيء أحصيناه} أي علمنا كل شيء كما هو علما لا يزول ولا يتبدل.

{أحصيناه كتابا} فيه وجهان: (أحدهما): تقديره أحصيناه إحصاء، وإنما عدل عن تلك اللفظة إلى هذه اللفظة، لأن الكتابة هي النهاية في قوة العلم.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

وقال بعضهم: الظاهر أنه تمثيل لصورة ضبط الأشياء في علمه تعالى بضبط المحصي المجد المتقن للضبط بالكتابة وإلا فهو عز وجل مستغن عن الضبط بالكتابة وهذا التمثيل لتفهيمنا وإلا فالانضباط في علمه تعالى أجل وأعلى من أن يمثل بشيء والمشهور عند أهل السنة ما قدمنا وليس ذلك للاحتياج وإنما هو لحكم تقصر عنها العقول والجملة اعتراض لتأكيد الوعيد السابق بأن ذلك كائن لا محالة لاحق بهم لأن معاصيهم مضبوطة مكتوبة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ينبه القرآن الطغاة على وجود الموازنة بين الجرم والعقاب في العدل الإلهي، فيقول: (وكلّ شيء أحصيناه كتاباً).

فلا تظنوا أنّ شيئاً من أعمالكم سيبقى بلا حساب أو عقاب، ولا تساوركم الشكوك بعدم عدالة العقوبات المقررة لكم.

فما أكثر الآيات القرآنية التي تحكي عن حقيقة ضبط إحصاء كلّ ما يبدر من الإنسان، سواء كان من الأعمال الصغيرة أم الكبيرة، سرية أم علنية، بل ويخضع لذلك حتى عقائد ونيّات المرء...

وممّا لا شك فيه، أنّ إدراك حقيقة الآيات الرّبانية بكامل القلب، سوف يدفع الإنسان لأنّ يكون دقيقاً في جميع أعماله، وسيكون اعتقاده الجازم بمثابة السدّ المنيع بينه وبين ارتكاب الذنوب، ومن العوامل المهمّة والمؤثرة في العملية التربوية.