فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

قرأ الجمهور { وكل شيء } بالنصب على الاشتغال أي وأحصينا كل شيء { أحصيناه } وقرأ أبو السماك برفعه على الابتداء وما بعده خبره ، وهذه الجملة معترضة بين السبب والمسبب ، وفائدة الاعتراض تقرير ما ادعاه من قوله { جزاء وفاقا } .

وفي انتصاب قوله : { كتابا } أوجه .

أحدهما : أنه مصدر من معنى أحصينا أي إحصاء فالتجوز في نفس المصدر .

والثاني : أنه مصدر لأحصينا لأنه في معنى كتبنا ، فالتجوز في نفس الفعل أي لالتقاء الإحصاء والكتب في معنى الضبط والتحصيل .

والثالث : أن يكون منصوبا على الحال أي مكتوبا في اللوح لتعرفه الملائكة ، وقيل أراد ما كتبته الحفظة على العباد من أعمالهم ، وقيل المراد به العلم لأن ما كتب كان أبعد من النسيان ، والأول أولى لقوله : { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين } .