الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم رجع إلى أعمالهم الخبيثة فقال: {وكل شيء أحصيناه} من الأعمال {كتابا} يعني ثبتناه مكتوبا عندنا في كتاب حفيظ يعنى اللوح المحفوظ {كتابا} يعني ما عملوا من السيئات أثبتناه في اللوح المحفوظ مثلها، في يس: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} [الآية:12]...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وكلّ شيء أحصيناه، فكتبناه كتابا، كتبنا عدده ومبلغه وقدره، فلا يعزب عنا علم شيء منه. ونصب كتابا، لأن في قوله: أحْصَيْناهُ مصدر أثبتناه وكتبناه، كأنه قيل: وكلّ شيء كتبناه كتابا...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فجائز أن يكون الإحصاء والكتاب واحدا، وجائز أن يكون أريد بالإحصاء ما أثبت في الكتاب: {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} [الكهف: 49]...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

أي: كتبناه كتاباً، وعلمناه عِلْماً.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{وكل شيء أحصيناه} أي علمنا كل شيء كما هو علما لا يزول ولا يتبدل.

{أحصيناه كتابا} فيه وجهان: (أحدهما): تقديره أحصيناه إحصاء، وإنما عدل عن تلك اللفظة إلى هذه اللفظة، لأن الكتابة هي النهاية في قوة العلم.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

وقال بعضهم: الظاهر أنه تمثيل لصورة ضبط الأشياء في علمه تعالى بضبط المحصي المجد المتقن للضبط بالكتابة وإلا فهو عز وجل مستغن عن الضبط بالكتابة وهذا التمثيل لتفهيمنا وإلا فالانضباط في علمه تعالى أجل وأعلى من أن يمثل بشيء والمشهور عند أهل السنة ما قدمنا وليس ذلك للاحتياج وإنما هو لحكم تقصر عنها العقول والجملة اعتراض لتأكيد الوعيد السابق بأن ذلك كائن لا محالة لاحق بهم لأن معاصيهم مضبوطة مكتوبة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

ينبه القرآن الطغاة على وجود الموازنة بين الجرم والعقاب في العدل الإلهي، فيقول: (وكلّ شيء أحصيناه كتاباً).

فلا تظنوا أنّ شيئاً من أعمالكم سيبقى بلا حساب أو عقاب، ولا تساوركم الشكوك بعدم عدالة العقوبات المقررة لكم.

فما أكثر الآيات القرآنية التي تحكي عن حقيقة ضبط إحصاء كلّ ما يبدر من الإنسان، سواء كان من الأعمال الصغيرة أم الكبيرة، سرية أم علنية، بل ويخضع لذلك حتى عقائد ونيّات المرء...

وممّا لا شك فيه، أنّ إدراك حقيقة الآيات الرّبانية بكامل القلب، سوف يدفع الإنسان لأنّ يكون دقيقاً في جميع أعماله، وسيكون اعتقاده الجازم بمثابة السدّ المنيع بينه وبين ارتكاب الذنوب، ومن العوامل المهمّة والمؤثرة في العملية التربوية.