المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

9 - أأبصرت هذا الطاغي الذي ينهى عبداً عن الصلاة إذا صلى ؟ !

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

ثم عجَّب - سبحانه - نبيه صلى الله عليه وسلم من حال هذا الشقي وأمثاله ، فقال : { أَرَأَيْتَ الذي ينهى . عَبْداً إِذَا صلى } . فالاستفهام فى قوله - تعالى - : { أَرَأَيْتَ . . . } للتعجيب من جهالة هذا الطاغى ، وانطماس بصيرته ، حيث نهى عن الخير ، وأمر بالشر ، والمراد بالعبد : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتنكيره للتفخيم والتعظيم .

أى : أرأيت وعلمت - أيها الرسول الكريم - حالا أعجب وأشنع من حال هذا الطاغى الأحمق ، الذى ينهاك عن إقامة العبادة لربك الذى خلقك وخلقه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَرَأَيْتَ الّذِي يَنْهَىَ * عَبْداً إِذَا صَلّىَ } .

ذُكر أن هذه الاَية وما بعدها نزلت في أبي جهل بن هشام ، وذلك أنه قال فيما بلغنا : لئن رأيت محمدا يصلي ، لأطأنّ رقبته ، وكان فيما ذُكر قد نَهَى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي ، فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : أرأيت يا محمد أبا جهل الذي يَنْهاك أن تصليَ عند المَقام ، وهو مُعرض عن الحقّ ، مكذّب به ، يُعجّب جلّ ثناؤه نبيه والمؤمنين من جهل أبي جهل ، وجراءته على ربه ، في نهيه محمدا عن الصلاة لربه ، وهو مع أياديه عنده مكذّب به . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : { أرأَيْتَ الّذِي يَنْهَى عَبْدا إذَا صَلّى } قال : أبو جهل ، يَنْهَى محمدا صلى الله عليه وسلم إذا صلى .

حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة { أرأيْتَ الّذِي يَنْهَى عَبْدا إذَا صَلّى } نزلت في عدوّ الله أبي جهل ، وذلك لأنه قال : لئن رأيت محمدا يصلّي لأطأنْ على عنقه ، فأنزل الله ما تسمعون .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قول الله : { أرأَيْتَ الّذِي يَنْهَى عَبْدا إذَا صَلّى } قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا صلى الله عليه وسلم يصلّي ، لأطأنّ على عنقه ، قال : وكان يقال : «لكل أمة فرعون ، وفرعون هذه الأمة أبو جهل » .

حدثنا إسحاق بن شاهين الواسطيّ ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، عن داود ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي ، فجاءه أبو جهل ، فنهاه أن يُصَلّيَ ، فأنزل الله : { أرأَيْتَ الّذِي يَنْهَى عَبْدا إذَا صَلّى } . . . إلى قوله : { كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ } .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يَنۡهَىٰ} (9)

{ أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى } نزلت في أبي جهل ، قال : لو رأيت محمدا ساجدا لوطئت عنقه ، فجاءه ثم نكص على عقبيه ، فقيل له : ما لك ؟ فقال : إن بيني وبينه لخندقا من نار ، وهولا وأجنحة ، فنزلت .