تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (118)

يقول : جزاء الكافرين ، أنه لا يفلح يعنى لا يسعد في الآخرة عند ربه ، عز وجل ، { وقل رب اغفر } الذنوب { وارحم وأنت خير الراحمين } آية من غيرك يقول : من كان يرحم أحدا ، فإن الله عز وجل بعباده أرحم ، وهو خير ، يعنى أفضل رحمة من أولئك الذين لا يرحمون .

ختام السورة:

حدثنا عبيد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا الهذيلن عن مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله عز وجل جنة الفردوس وغرسها بيده ، فلما فرغ منها لم تر عين ، ولم يخطر على قلب بشر مثلها وما فيها ، فقال لها تبارك وتعالى : تزيني . فتزينت ، ثم قال لها : تزيني ، فتزينت ، ثم قال لها : تكلمي . فتكلمت ، قالت : { قد أفلح المؤمنون } [ آية : المؤمنون :1 ] قال لها : من هم ؟ قالت : الموحدون أمة محمد صلى الله عليه وسلم { أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } [ المؤمنون :10ن11 ] ثم أغلق بابها ، فلا يفتح إلى يوم القيامة فما يجيئهم من طيب الشجر ، فهو من خلال بابها ، والحور يوم القيامة على بابها ، وأنا قائم على الحوض أرد عنه أمم الكفار كما يرى الراعي غرائب الإبل ، حتى تأتي أمتي غرا محجلين من آثار الوضوء أعرفهم فيشربون من ذلك الحوض ، فمن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا" ، فقال معاذ : يا رسول الله ، لقد سعد الذين يشربون من ذلك الحوض ، فقال : "ويحك يا معاذ ، من خلق في بطن أمه موحدا ، ويؤمن برسوله ، فهو يشرب من ذلك الحوض ، ويدخل الفردوس" قال معاذ : ما أكثر ما يخلق في بطن أمه مشركا ، ثم يولد وهو مشرك ، ثم يموت مؤمنا ، فقال : "يا معاذ ، ويحك من مات مسلما فقد خلق في ظهر آدم مسلما ، ثم تداولته ظهور المشركين حتى أدركني ، فآمن بي ، فأولئك إخواني ، وأنتم أصحابي" ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إخوانا على سرر متقابلين } [ الحجر :47 ]