السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (118)

ولما شرح الله تعالى أحوال الكفار في جهلهم في الدنيا وعذابهم في الآخرة أمر الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام بالانقطاع إليه والالتجاء إلى غفرانه ورحمته بقوله تعالى : { وقل رب } أي : أيها المحسن إليّ { اغفر وارحم } أي : أكثر من هذين الوصفين { وأنت خير الراحمين } فمن رحمته أفلح بما توفقه له من امتثال ما أشرت إليه أول السورة ، فكان من المؤمنين وكان من الوارثين الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ، فقد انطبق على الأول هذا الآخر بفوز كل مؤمن وخيبة كل كافر ، فنسأل الله تعالى أن يكون لنا ولوالدينا ولأحبابنا أرحم راحم وخير غافر إنه المتولي للسرائر والمرجو لإصلاح الضمائر .

ختام السورة:

وما رواه البيضاوي تبعاً للزمخشري من أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من قرأ سورة المؤمنون بشرته الملائكة بالروح والريحان ، وما تقرّ به عينه عند نزول ملك الموت » حديث موضوع ، وقوله أيضاً تبعاً للزمخشري : روي أن أول سورة قد أفلح وآخرها من كنوز العرش من عمل بثلاث آيات من أولها واتعظ بأربع آيات من آخرها فقد نجا وأفلح ، قال شيخ شيخنا ابن حجر حافظ عصره : لم أجده .