تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (118)

الآية 118 : وقوله تعالى : { وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين } جائز أن يكون هذا تعظيما من الله لكل أحد سأل{[13602]} سؤال المغفرة والرحمة ، وقيل : هو لرسول الله صلى الله عليه وسلم .

فهو يخرج على وجهين : ( أحدهما ) {[13603]} : أن في حكمته وعدله ألا ( يغفر ، ولا يرحم ){[13604]} أحدا ، وإن كان في فضله ورحمته أن يرحم ، ويغفر .

والثاني : يجعل له العصمة والرحمة بهذا الدعاء ، أو تكون العصمة ، تزيد في الخوف كقول إبراهيم : { رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام } ( إبراهيم : 35 ) وقوله تعالى : { ربنا لا تزغ قلوبنا إذ هديتنا } ( آل عمران : 8 ) .

وقوله تعالى : { وأنت أرحم الراحمين } لأن رحمته إذا أدركت أحدا أغنته عن رحمة غيره ( ورحمة غيره ){[13605]} لا تغنيه عن رحمته . والله الموفق ( وصلى الله على سيدنا محمد و آله أجمعين ){[13606]} .


[13602]:ساقطة من الأصل وم.
[13603]:ساقطة من الأصل وم.
[13604]:في الأصل وم: يرحم ويغفر.
[13605]:من م، ساقطة من الأصل.
[13606]:من م، ساقطة من الأصل.