اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (118)

وأمر الرسول بأن يقول : { رَّبِّ اغفر وارحم } ويثني عليه بأن «خَيْرُ الرَّاحِمِينَ » ،

وقد تقدّم بيان كون «أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ » {[33586]} .

فإن قيل : كيف اتصال هذه الخاتمة بما قبلها ؟

فالجواب : أنّه سبحانه لما شرح أحوال الكفار في جهلهم في الدنيا وعذابهم في الآخرة أمر بالانقطاع إلى الله والالتجاء إلى غفرانه ورحمته ، فإنهما العاصمان عن كل الآفات والمخافات {[33587]} .

ختام السورة:

رُوي أنَّ أَوَّل سورة ( قد أفلح ) وآخرها من كنوز العرش من عَمِل بثلاثِ آياتٍ من أولها ، واتعظ بأربع من آخرها فقد نَجَا وأفلح{[1]} . وروَى الثعلبي في تفسيره عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «من قرأ سورة المؤمنون بشرته الملائكة بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ ، وما تقرّ بِهِ عَيْنُه عند نزول ملك الموت{[2]} » .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[33586]:عند قوله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} [الأنبياء: 38].
[33587]:انظر الفخر الرازي 23/129.