غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (22)

والإعادة لا تكون إلا بعد الخروج ففي الآية إضمار أي : { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم } فخرجوا { أعيدوا فيها } أو المراد بالإرادة المداناة والمشارفة كقوله يريد أن ينقض } [ الكهف : 77 ] وهذا أقرب كقوله { لا يخفف عنهم العذاب } [ البقرة : 162 ] ويؤيده ما يروى عن الحسن أن النار تضربهم بلهبها فترفعهم حتى إذا كانوا في أعلاها ضربوا بالمقامع فهو وافيها سبعين خريفاً . وإنما اختصت هذه السورة بقوله { من غم } وهو الأخذ بالنفس حتى لا يجد صاحبه مخلصاً لأنه بولغ هاهنا في أهوال النار بخلاف ما في السجدة وإنما أضمر هاهنا قبل قوله { وذوقوا } بخلاف " السجدة " . وقيل لهم ذوقوا لأنه وقع الاختصار هاهنا على { عذاب الحريق } وهناك أطنب فقيل { ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون } [ السجدة : 20 ] وأيضا قد تقدم ذكر القول في تلك السورة كثيراً بخلافه هنا والله تعالى أعلم .

/خ22