الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا مِنۡ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (22)

وقوله : { كلما أرادوا أن يخرجوا منها } أي : من العذاب ، وغم الظلمة .

قال الفضيل بن عياض{[46756]} : والله ما طمعوا في الخروج . إن الأيدي والأرجل لموثقة ، ولكن برفعهم لهبها ، وتردهم مقامعها .

قال سلمان الفارسي{[46757]} : النار سواد مظلمة ، لا يضيء{[46758]} لهبها ولا جمرها .

قال مالك بن دينار{[46759]} : بلغني أنه إذا أحس{[46760]} أهل النار في النار ، بضرب مقامع الحديد ، انغمسوا في حياض الحميم ، فيذهبون سفالا سفالا مقدار أربعين سنة ، كما يغرق الرجل فيذهب في الماء سفالا سفالا .

وروي{[46761]} أن جهنم تجيش فتلقي من فيها إلى أعلى أبوابها ، فيريدون الخروج ، فتعيدهم الخزان بالمقامع ، ويقولون لهم : ذوقوا عذاب الحريق ، بمعنى المحروق ، كالأليم بمعنى المؤلم . فهو فعيل بمعنى مفعول .


[46756]:انظر: الدر المنثور 4/350، والقائل هو فضيل بن عياض، كوفي ثقة متعبد، سكن مكة انظر: ترجمته في تاريخ الثقات: 384 وذكر أسماء التابعين: 295، وحلية الأولياء 2/237، وتهذيب التهذيب 8/294.
[46757]:انظر: مستدرك الحاكم 2/387. وقال عنه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
[46758]:ز يطفئ (تحريف) والصحيح هو يضيء كما في المستدرك.
[46759]:هو مالك بن دينار السامي الناجي، مولى لامرأة من بني سامة بن لؤي، ويكنى أب يحيى (ت 130 هـ) انظر: ترجمته في طبقات خليفة بن خياط: 216، وتهذيب التهذيب 10/14.
[46760]:ز: أحسن. (تحريف).
[46761]:القول: لأبي ظبيان في جامع البيان 17/135.