قوله : «كُلَّمَا أَرَادُوا » . «كُلّ » نصب على الظرف ، وتقدم الكلام في تحقيقها في البقرة{[30630]} ، والعامل فيها هنا قوله : «أُعِيدُوا »{[30631]} . و «مِنْ غَمٍّ » فيه وجهان :
أظهرهما : أنه بدل من الضمير في «منها »{[30632]} بإعادة العمل بدل اشتمال{[30633]} كقوله : { لِمَن يَكْفُرُ بالرحمن لِبُيُوتِهِمْ{[30634]} } [ الزخرف : 33 ] ، ولكن لا بد في بدل الاشتمال من رابط ، فقالوا : هو مقدر تقديره : من غمها {[30635]} .
والثاني : أنه مفعول له{[30636]} ، ولما نقص شرط من شروط النصب جر بحرف السبب{[30637]} . وذلك الشرط هو عدم اتحاد الفاعل ، فإن فاعل الخروج غير فاعل الغم ، فإن الغم من النار والخروج من الكفار{[30638]} . واعلم{[30639]} أن الإعادة لا تكون إلا بعد الخروج ، والمعنى : كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم فخرجوا أعيدوا فيها . ومعنى الخروج ما يروى عن الحسن : أن النار تضربهم بلهبها فترفعهم حتى إذا كانوا في أعلاها ضُرِبُوا بالمقامع فهووا فيها سبعين خريفاً {[30640]} .
قوله : «وَذُوقُوا » منصوب بقول مقدر معطوف على «أُعِيدُوا » أي : وقيل لهم : { ذُوقُواْ عَذَابَ الحريق }{[30641]} ، أي : المُحْرِق مثل الأليم والوجيع . قال الزجاج : هو لأحد الخصمين ، وقال في الخصم الآخر وهم المؤمنون : { إِنَّ الله يُدْخِلُ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار{[30642]} } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.