غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{سَلَٰمٌ عَلَىٰٓ إِلۡ يَاسِينَ} (130)

إلا قوله { إلياسين } فمن قرأ بالإضافة فعلى أن إدريس بن ياسين أي سلام على أهل ياسين . وقيل : آل ياسين آل محمد صلى الله عليه وسلم . وقل : يس اسم القرآن فكأنه قيل : سلام على من آمن بكتاب الله . والوجه الأوّل هو أنسب الأقوال . ومن قرأ على صورة الجمع فقد قال الفراء : أراد به إلياس وأتباعه من المؤمنين كقولهم المهلبون والأشعرون بتخفيف ياء النسبة . وقيل : إنه لغة في إلياس . قال الزجاج : يقال ميكائيل وميكائين فكذا ههنا . حكى الثعلبي وغيره أن إلياس نبي من سبط هارون بعثه الله إلى بني إسرائيل وكان فيهم ملك يقال له " أحب " وله امرأة يقال لها " إزبيل " وكانت تبرز للناس كما يبرز زوجها وتجلس للحكم كما يجلس ، فأتاهما إلياس ودعاهما إلى الله تعالى فأبيا عليه وهما بقتله فاختفى منهما سبع سنين ، وكان اليسع خليفته وآل أمره إلى أن أوحي إليه أن اخرج إلى موضع كذا فما جاءك فاركبه ولا تخف .

فجاء فرس من نار فوثب عليه وناداه خليفته اليسع بن أخطوب ما تأمرني ؟ فرمى إلياس إليه بكسائه من الجوّ وكان ذلك عليه علامة استخلافه إياه على بني إسرائيل . ورفع الله إلياس من بين أظهرهم وقطع عنه لذة المطعم والمشرب وكساه الريش فكان إنسياً ملكياً ارضياً سماوياً . وقيل : إلياس موكل بالفيافي كما وكل الخضر بالبحار ، وهما آخر من يموت من بني آدم . وكان الحسن يقول : قد هلك إليا والخضر ولا نقول كما يقول الناس .

/خ83