ثم قال {[57728]} : { وتركنا عليه في الآخرين ، سلام على آل ياسين } أي : وأبقينا عليه الثناء الحسن بعده ، فيقال : " سلام على آل ياسين " ، أي : سلام على أهل دينه فيسلم على أهله من أجله ، فهو داخل في أفضل الثناء .
ومن قرأ " الياسين " غير مقطوع {[57729]} فقال ابن أبي إسحاق {[57730]} : هو اسمه مثل إبراهيم {[57731]} .
وذهب أبو عبيد إلى أنه جمع جمع السلامة على معنى {[57732]} أنه وأهل مذهبه يسلم عليهم {[57733]} .
وقال علي بن سليمان : العرب تسمي قوم الرجل باسم الرجل الجليل {[57734]} منهم ، فيقولون المهالبة لأصحاب المهلب ، كأنهم سموا كل واحد بالمهلب فعلى هذا قيل الياسين يريد قومه المؤمنين كأنه سمى كل واحد منهم بإلياس {[57735]} .
وذكر سيبويه أن هذا المعنى إنما يجيء على معنى النسبة ، حكى {[57736]} الأشعرون ، يريد به النسب {[57737]} .
واحتج أبو عمرو وأبو عبيد على تركه لقراءة آل ياسين أنه ليس في السور سلام على آل فلان من الأنبياء فكما سمي الأنبياء في هذا المعنى سمي هو . ولا حجة في هذا لأنه إذا أثني على قومه المؤمنين من أجله فهو داخل في ذلك وله منه أوفر الحظ ، وهو أبلغ في المدح ممن أثني عليه باسمه ، وأيضا فإن الخط مثبت بالانفصال {[57738]} .
وقال الفراء : هو مثل { طور سيناء } {[57739]} و{ طور سينين } {[57740]} والمعنى واحد {[57741]} .
ومعنى ذلك : أن إلياس اسم أعجمي ، [ والعرب إذا استعملت الأسماء الأعجمي في كلامها غيرتها بضروب من ] {[57742]} التعبير {[57743]} فيقولون : إبراهيم وإبراهام وإبرهام ، وميكائيل وميكائيل وميكاين وميكال ، وإسماعيل وإسمعيل ، وإسرائيل وإسرائين ، وشبهه فكذلك إلياس وإلياسين هو واحد قال السدي : " سلام على الياسين " هو {[57744]} : إلياس .
قال الفراء : إن أخذته من الأليس {[57745]} صرفته فيكون وزنه على هذا إفعال {[57746]} مثل إخراج {[57747]} .
وقرأ الحسن بوصل الألف بجعله الألف {[57748]} واللام اللتين للتعريف دخلتا على ياسين {[57749]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.