قوله تعالى : «على إلياسين » قرأ نافع وابن عامر «آلِ يَاسِينَ » بإضافة «آل » - بمعنى الأهل- إلى ياسين والباقون بكسر الهمزة وسكون اللام موصولة بيَاسِين{[47364]} ؛ كأنه جمع إلياس جمع سَلاَمَةٍ{[47365]} ، فأما الأولى{[47366]} فإنه أراد بالآل إلياسَ ولدَ يَاسِين كما تقدم وأصحابَه ، وقيل : المراد بياسين هذا إلياس المتقدم فيكون له اسمان مثل إسماعيل وإسماعين وميكائل وميكائين ، وآلُهُ : رَهْطُه وقومه المؤمنون ، وقيل : المراد بياسين ، محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل : المراد بياسين اسم القرآن كأنه قيل سلام على من آمن بكتاب الله الذي هو يَاسِينُ .
وأما القراءة الثانية ، فقيل : هي جمع إلْيَاس المتقدم وجمع باعتبار أصحابه ( ك ) المَهَالِبَةِ والأشَاعِثَةِ في المُهَلَّبِ وَبِنِيهِ والأَشْعَث وقَوْمِهِ . وهو في الأصل جمع المنسوب إلى إلياس والأصل إلياسي{[47367]} كَأَشْعرِي ، ثم استثقل تضعيفهما فحذفت إحدى يائي النسب ، فلما جمع جمع سلامة التقى ساكنان إحدى اليائين ( و ){[47368]} ياء الجمع فحذفت أولاهما لالتقاء الساكنين فصار الياسين كما ترى ومثله الأَشْعَرُونَ{[47369]} والخُبَيْبُونَ{[47370]} ، قال :
4221- قَدْنِي مِنْ نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِ ( ي ){[47371]} . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وقد تقدم طَرَفٌ من هذا آخر الشعراء عند قوله : { الأعجمين }{[47372]} [ الشعراء : 198 ] إلاَّ أنَّ الزمخشري قد رد هذا بأنه لو كان على ما ذكر لوجب تعريفه بأل ، فكان يقال على الإِلْياسِين . {[47373]}
قال شهاب الدين : لأنه متى جمع العلم جمع سلامة أو ثني لزمته الألف واللام لأنه تزول علميته فيقال : الزَّيْدَان ، والزَّيْدُون ، والزَّينْبَاتُ ، ولا يلتفت إلى قولهم : جمَاديَان وعمايتان عَلَمَيْ شَهْرَيْنِ ، وَجَبَلَيْنِ لندورهما{[47374]} . وقرأ الحسنُ وأبو رجاء على الياسِينَ{[47375]} بوصل الهمزة لأنه يجمع الياسين وقومه المنسوبين إليه بالطريق المذكورة . وهذه واضحة لوجود «ال » المعرفة كالزَّيْدِينَ . وقرأ عبد الله على إدْراسين{[47376]} لأنه قرأ في الأول : وإن إدريس ، وقرأ أبي علي إيليسين{[47377]} لأنه قرأ في الأول وإن إيليسَ كما تقدم عنه ، وهاتان القراءتان تدلاّن على أنّ «الياسين » جمع إلياس .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.