غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ} (103)

ثم إضافته إلى المفعول :{ فلما اسلما } أي انقادا وخضعا لأمر الله . قال قتادة : اسلم هذا ابنه وهذا نفسه . { وتله } أي صرعه . واللام في { للجبين } كهي في قوله { ويخرون للأذقان } [ الإسراء : 109 ] والجبين أحد جانبي الجبهة . وقيل : كبه لوجهه لأن الولد قال له اذبحني وأنا ساجد . يروى أنه حين أراد ذبحه قال : يا بنيّ خذ الحبل والمدية ننطلق إلى الشعب ونحتطب ، فلما توسطا الشعب أخبره بما أمر فقال له : اشدد به رباطي لئلا اضطرب واكفف عني ثيابك لا ينتضح عليها شيء من دمي فينقص أجري وتراه أمي فتحزن ، واشحذ شفرتك وأسرع إمرارها على حلقي ليكون أهون فإن الموت شديد ، واقرأ على أمي سلامي ، وإن رأيت أن ترد قميصي على أمي فافعل فإنه عسى أن يكون أسهل . فقال إبراهيم : نعم العون أنت يا بنيّ على أمر الله . ثم اقبل عليه يقبله وقد ربطه وهما يبكيان فقال له : كبني على وجهي ولا تنظر إليّ حتى لا تدركك رقة تحول بينك وبين أمر الله .

/خ83