مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَمَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (186)

وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } إدخال الواو هنا ليفيد معنيين كلاهما مناف الرسالة عندهم : التسحير والبشرية . وتركها في قصة ثمود ليفيد معنى واحداً وهو كونه مسحراً ، ثم كرر بكونه بشراً مثلهم { وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الكاذبين } «إن » مخففة من الثقيلة واللام دخلت للفرق بينهما وبين النافية . وإنما تفرقتا على فعل الظن وثاني مفعوليه لأن أصلهما أن يتفرقا على المبتدأ والخبر كقولك «إن زيداً لمنطلق » فلما كان بابا «كان » و«ظننت » من جنس باب المبتدأ والخبر فعل ذلك في البابين فقيل : إن كان زيد لمنطلقاً وإن ظننته لمنطلقاً