السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَآ أَنتَ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (186)

ثم أشاروا إلى عدم صلاحية البشر لها مطلقاً ولو كان أعقل الناس بقولهم : { وما أنت إلا بشر مثلنا } أي : فلا وجه لتخصيصك عنا بذلك وأتوا بالواو للدلالة على أنه جامع بين وصفين مناقضين منافيين للرسالة مبالغة في تكذيبه ، ولهذا قالوا { وإن نظنك لمن الكاذبين } أي : في دعواك .

تنبيه : مذهب البصريين أنّ { إن } هذه هي المخففة من الثقيلة ، أي : وإنا نظنك ، والذي يقتضيه السياق ترجيح مذهب الكوفيين هنا في أنّ { إن } نافية ، فإنهم أرادوا بإثبات الواو في وما أنت المبالغة في نفي إرساله بتعداد ما ينافيه ، فيكون مرادهم أنه ليس لنا ظنّ يتوجه إلى غير الكذب ، وهو أبلغ من إثبات الظنّ به .