مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱذۡكُرۡ عِبَٰدَنَآ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ أُوْلِي ٱلۡأَيۡدِي وَٱلۡأَبۡصَٰرِ} (45)

{ واذكر عِبَادَنَا } { عَبْدَنَا } مكي . { إبراهيم وإسحاق وَيَعْقُوبَ } فمن جمع ف { إِبْرَاهِيمَ } ومن بعده عطف بيان على { عِبَادِنَا } ومن وحد ف { إبراهيم } وحده عطف بيان له ، ثم عطف ذريته على { عَبْدَنَا } ولما كانت أكثر الأعمال تباشر بالأيدي غلبت فقيل في كل عمل هذا مما عملت أيديهم وإن كان عملاً لا تتأتى فيه المباشرة بالأيدي ، أو كان العمال جذماً لا أيدي لهم وعلى هذا ورد قوله { أُوْلِى الأيدى والأبصار } أي أولي الأعمال الظاهرة والفكر الباطنة كأن الذين لا يعملون أعمال الآخرة ولا يجاهدون في الله ولا يتفكرون أفكار ذوي الديانات في حكم الزمني الذين لا يقدرون على إعمال جوارحهم والمسلوبي العقول الذين لا استبصار لهم ، وفيه تعريض بكل من لم يكن من عمال الله ولا من المستبصرين في دين الله وتوبيخ على تركهم المجاهدة والتأمل مع كونهم متمكنين منهما