قوله تعالى : { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } : يحتمل قوله عز وجل { واذكر } من ذكر من الرسل عليهم السلام وأهل الصفوة ، أي اذكر هؤلاء بما لقوا من أعدائهم ، فتستعين أنت بما تلقى من أعدائك .
أو يقول : اذكر صبر هؤلاء على قومهم لتصبر أنت على أذى قومك ، وهو قريب من الأول .
أو يقول : اذكر خبر هؤلاء في العبادة والدين ليحثك ، ويحرضك على الجهد فيها .
أو يقول : اذكر الأسباب التي بها صار هؤلاء أهل صفوة الله ومحل إحسانه ليحملك ذلك على طلب الأسباب لتصير من أهل صفوة الله ، ونحوه يحتمل .
أو يقول : اذكر هؤلاء الصالحين لتتسلى بذكرهم عن بعض أمورك وهمومك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ } قيل : أولي الأيدي أولي القوة في العبادة والبصر في الدين . ثم معلوم أن هؤلاء لم يكونوا أهل قوة في أنفسهم ، وإنما كانوا أهل قوة في العبادة في الدين ليعلم أن القوة في الدين غير القوة في النفس .
و قيل : { أولي الأيدي و الأبصار } أولي القوة في طاعة الله و البصر في الحق ، وقيل : في الفقه أولي الفهم في كتاب الله ، و هو واحد .
ثم في قوله : { أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ } دلالة أن قد يفهم بذكر الأيدي غير الجارحة وبذكر البصر غير العين لأنه معلوم أنه لم يرد بذكر الأيدي الجوارح ولا بذكر الأبصار الأعين ، ولا فهم منه ذلك ، ولكن فهم باليد القوة وبذكر البصر الفهم ، أو ما فهم .
فعلى ذلك لا يفهم من قوله عز وجل : { خلقت بيدي } [ ص : 75 ] ونحوه الجارحة على ما يفهم من الخلق ، ولكن القوة أو غيرها . لكن كنى باليد عن القوة لما باليد يقوى ، وكنى بالبصر عن درك الأشياء حقيقة لما بالبصر تدرك الأشياء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.