قوله تعالى ذكره : { واذكر عبدنا إبراهيم } – إلى قوله – { فبيس المهاد }[ 44-55 ] .
أي : اذكر إبراهيم وولده إسحاق ، وولد ولد يعقوب{[58435]} . ومن قرأ ( عبادنا ) بالجمع ، أدخل الجمع{[58436]} في العبودية وجعل ما بعده بدلا منه .
ومن قرأ بالتوحيد خص إبراهيم بالعبودية وجعل ما بعده معطوفا عليه{[58437]} .
قال ابن عباس : يقول : أولى القوة والعبادة . والأبصار : الفقه في الدين . قال مجاهد : أولي الأيدي : القوة في أمر الله عز وجل والأبصار : العقول{[58438]} .
وقال قتادة : أعطوا قوة في العبادة وبصرا في الدين{[58439]} .
وقال السدي : الأيدي : القوة في طاعة الله ، والأبصار : البصر بعقولهم في دينهم{[58440]} .
وقيل : الأيدي : جمع يد ، من النعمة ، أي : هم أصحاب النعم{[58441]} التي أنعم الله عز وجل عليهم بها{[58442]} .
وقيل : ( هم أصحاب النعم والإحسان ، لأنهم قد أحسنوا وَقَدَّمُوا خيراً ){[58443]} .
وأصل ( اليد ) أن تكون للجارحة ، ولكن لما كانت القوة فيها ، سميت القوة يدا . والبصر هنا عُني{[58444]} به بصر القلب الذي به{[58445]} تنال معرفة الأشياء .
وأجاز الطبري أن يكون المعنى أنهم أصحاب الأيدي عند الله عز وجل بالأعمال الصالحة التي قدموها تمثيلا باليد تكون عند الرجل الآخر . وقرأ عبد الله : ( أولي الأيدي ) بغير ياء على معنى أولي التأييد والمعونة من الله لهم{[58446]} .
ويجوز أن يكون مثل الأول لكن أسقط الياء واكتفى بالكسرة .
وذكر الطبري عن السدي أنه قال : تزوج ( إسحاق بامرأة ){[58447]} فحملت بغلامين في بطن ، فلما أرادت أن تضع ، اقتتل الغلامان في بطنها أيهما يخرج أولا . فقال أحدهما للآخر : لئن خرجت قبلي لأعترضن في بطن أمي{[58448]} فلأقتلنها ! فتأخر الآخر وخرج القائل ذلك ، فسمي عيصا لعصيانه في بطن أمه ، وخرج الثاني فسمي يعقوب لأنه خرج آخرا بعقب عيصا . وكان يعقوب{[58449]} أكبرهما في البطن لكن عيصا خرج قبله .
والروم من ذرية عيصا{[58450]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.