مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{هَٰذَا فَوۡجٞ مُّقۡتَحِمٞ مَّعَكُمۡ لَا مَرۡحَبَۢا بِهِمۡۚ إِنَّهُمۡ صَالُواْ ٱلنَّارِ} (59)

{ هذا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } هذا جمع كثيف قد اقتحم معكم النار أي دخل النار في صحبتكم . والاقتحام : الدخول في الشيء بشدة ، والقحمة : الشدة ، وهذه حكاية كلام الطاغين بعضهم مع بعض أي يقولون هذا والمراد بالفوج اتباعهم الذين اقتحموا معهم الضلالة فيقتحمون معهم العذاب { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } دعاء منهم على أتباعهم تقول لن تدعو له مرحباً أي أتيت رحباً من البلاد لا ضيقاً أو رحبت بلادك رحباً ثم تدخل عليه «لا » في دعاء السوء ، وبهم بيان للمدعو عليهم { إِنَّهُمْ صَالُو النار } أي داخلوها وهو تعليل لاستيجابهم الدعاء عليهم . وقيل : { هذا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ } كلام الخزنة لرؤساء الكفرة في أتباعهم ، و { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النار } كلام الرؤساء . وقيل : هذا كله كلام الخزنة .