مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا} (12)

{ وَيُمْدِدْكُمْ بأموال وَبَنِينَ } يزدكم أموالاً وبنين { وَيَجْعَل لَّكُمْ جنات } بساتين { وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } جارية لمزارعكم وبساتينكم ، وكانوا يحبون الأموال والأولاد فحرّكوا بهذا على الإيمان . وقيل : لما كذبوه بعد طول تكرير الدعوة حبس الله عنهم القطر وأعقم أرحام نسائهم أربعين سنة أو سبعين ، فوعدهم أنهم إن آمنوا رزقهم الله الخصب ورفع عنهم ما كانوا فيه . وعن عمر رضي الله عنه أنه خرج يستسقي فما زاد على الاستغفار فقيل له : ما رأيناك استسقيت ! فقال : لقد استسقيت بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر . شبه عمر الاستغفار بالأنواء الصادقة التي لا تخطىء وقرأ الآيات . وعن الحسن أن رجلاً شكا إليه الجدب فقال : استغفر الله . وشكا إليه آخر الفقر ، وآخر قلة النسل ، وآخر قلة ريع أرضه ، فأمرهم كلهم بالاستغفار . فقال له الربيع بن صبيح : أتاك رجال يشكون أبواباً فأمرتهم كلهم بالاستغفار فتلا الآيات .