نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا} (12)

{ ويمددكم } أظهر{[68707]} لأن الموضع لإرادة المبالغة والبسط والسعة { بأموال وبنين } وذلك يفهم أن من اكثر الاستغفار حباه الله ما يسره ، وحماه ما يضره { ويجعل لكم } أي في الدارين { جنات } أي بساتين عظيمة ، وأعاد العامل للتأكيد والبسط لأن المقام له فقال : { ويجعل لكم أنهاراً * } يخصكم بذلك عمن لم يفعل ذلك ، فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، روى{[68708]} أن عمر رضي الله عنه استسقى فلم يزد على الاستغفار فلما نزل قيل : يا أمير المؤمنين ! ما رأيناك{[68709]} استسقيت ؟ فقال : لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي بها يستنزل القطر ، ثم قرأ هذه الآية ، وقال القشيري : من وقعت له إلى الله حاجة فلن يصل إلى مراده إلا بتقديم الاستغفار ، وقال : إن عمل قوم نوح كان بضد ذلك ، كلما ازداد نوح في الضمان ووجوه الخير والإحسان ازدادوا في الكفر والنسيان .


[68707]:- زيد من ظ.
[68708]:- رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 231.
[68709]:- جاءت العبارة هنا مطموسة في فانتسخناها من ظ.