فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتٖ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَٰرٗا} (12)

{ ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات } أي بساتين الدنيا ليكون مما وعدوا به عاجلا { ويجعل لكم أنهارا } جارية ، قال عطاء المعنى يكثر أموالكم وأولادكم وكانوا يحبونهما فحركوا بهذا على الإيمان وأعلمهم نوح عليه السلام أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا ، وأعاد فعل الجعل ولم يقل وأنهارا لتغايرهما فإن الأول مما لفعلهم فيه مدخل بخلاف الثاني .

وعن الحسن : أن رجلا شكا إليه الجدب فقال استغفر الله وشكا إليه آخر الفقر وآخر قلة النسل وآخر قلة ريع أرضه ، فأمرهم كلهم بالاستغفار ، فقال له الربيع ابن صبيح : أتاك رجال يشكون أبوابا ويسألونك أنواعا فأمرتهم كلهم بالاستغفار ، فتلا هذه الآية ولله دره ما أفقهه ، قال القشيري من وقعت له حاجة إلى الله لم يصل إلى مراده إلا بتقديم الاستغفار ، وقال الشهاب وليس المراد بالاستغفار مجرد قول استغفر الله بل الرجوع عن الذنوب وتطهير الألسنة والقلوب .