محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَلَمَّا جَآءَهُم بِـَٔايَٰتِنَآ إِذَا هُم مِّنۡهَا يَضۡحَكُونَ} (47)

{ فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون } فلما أتاهم بالحجج على التوحيد والبراءة من الشرك ، إذا فرعون وقومه يضحكون . أي كما أن قومك ، مما جئتهم به من الآيات والعِبَر ، يسخرون . وهذا تسلية من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ، عما كان يلقى من مشركي قومه . وإعلام منه له أن قومه من أهل الشرك ، لن يعدوا أن يكونوا كسائر الأمم الذين كانوا على منهاجهم في الكفر بالله وتكذيب رسله . وندب منه نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الاستنان بهم ، بالصبر عليهم ، بسنن أولي العزم من الرسل . وإخبار منه له أن عقبى مَرَدَتِهم إلى البوار والهلاك . كسنته في المتمردين عليهم قبله ، وإظفاره بهم ، وإعلائه أمره . كالذي فعل بموسى عليه السلام وقومه الذين آمنوا به . من إظهارهم على فرعون وملئه . أفاده ابن جرير{[6488]} . /ثم أشار إلى أن موجب الهزء لم يكن إلا لعناد ، لا لقصورها ، بقوله : { وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون 48 } .


[6488]:انظر الصفحة رقم 79 من الجزء الخامس والعشرين(طبعة الحلبي الثانية(.