قوله : { إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ } : قال الزمخشري : " فإنْ قلتَ : كيف جازَ أَنْ تُجاب " لَمَّا " ب " إذا " المفاجأة ؟ قلت : لأنَّ فِعْلَ المفاجأةِ معها مقدَّرٌ ، وهو عاملُ النصبِ في مَحَلِّها ، كأنه قيل : فلمَّا جاءهم بآياتنا فاجَؤُوا وقتَ ضَحِكهم " . قال الشيخ : " ولا نعلَمُ نحوَ ما ذهب إلى ما ذَهَب إليه مِنْ أنَّ " إذا " الفجائيةَ تكونُ منصوبةً بفعلٍ مقدرٍ تقديره : فاجأ ، بل المذاهبُ ثلاثةٌ : إمَّا حرفٌ فلا تحتاجُ إلى عاملٍ ، أو ظرفُ مكانٍ ، أو ظرفُ زمانِ . فإنْ ذُكِرَ بعد الاسمِ الواقع بعدها خبرٌ كانت منصوبةً على الظرفِ ، والعاملُ فيها ذلك الخبرُ نحوَ : " خرجتُ فإذا زيدٌ قائمٌ " تقديره : خرجتُ ففي المكان الذي خَرَجْتُ فيه زيدٌ قائمٌ ، أو ففي الوقتِ الذي خَرَجْتُ فيه زيدٌ قائمٌ ، وإنْ لم يُذْكَرْ بعد الاسمِ خبرٌ ، أو/ ذُكِرَ اسمٌ منصوبٌ على الحالِ : فإنْ كان الاسمُ جثةً وقُلنا : إنها ظرفُ مكانٍ كان الأمرُ واضحاً نحو : خرجْتُ فإذا الأسدُ أي : فبالحضرةِ الأسدُ ، أو فإذا الأسدُ رابضاً . وإنْ قلنا : إنها ظرفُ زمانٍ كان على حذفِ مضافٍ لئلا يُخْبَرَ بالزمانِ عن الجثةِ نحو : " خَرَجْتُ فإذا الأسدُ " أي : ففي الزمانِ حضورُ الأسدِ ، وإن كان الاسمُ حَدَثاً جازَ أن يكونَ مكاناً أو زماناً . ولا حاجةَ إلى تقديرِ مضافٍ نحو : " خرجْتُ فإذا القتالُ " إنْ شِئْتَ قَدَّرْتَ فبالحضرة القتالُ ، أو ففي الزمانِ القتالُ " . وفيه تلخيصٌ وزيادةٌ كبيرةٌ في الأمثلةِ رأيْتُ تَرْكَها مُخِلاًّ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.