محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ} (38)

{ حتى إذا جاءنا } أي العاشي { قال } أي لشيطانه { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } أي بعد المشرق من المغرب . فغلب المشرق على المغرب ، ثم ثنى . وقيل المراد مشرقا الصيف والشتاء . والتقدير من المغربين ، فاختصر . { فبئس القرين } قال القاشانيّ : أي حتى إذا حضر عقابنا اللازم لاعتقاده وأعماله ، والعذاب المستحق لمذهبه ودينه ، تمنى غاية البعد بينه وبين شيطانه الذي أضله عن الحق ، وزيّن له ما وقع بسببه في العذاب ، واستوحش من قرينه واستذمه ، لعدم الوصلة الطبيعية ، أو انقطاع الأسباب بينهما بفساد الآلات البدنية .