محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ} (16)

وقوله تعالى : { أو مسكينا ذا متربة } أي فقر شديد لا يواريه إلا التراب يقال ( ترب ) كأنه لصق بالتراب ويقال ( فقر مدقع ) و ( فقير مدقع ) بمعنى لاصق بالدقعاء وهي التراب .

لطيفة : ذهب الأكثرون إلى أن ( لا ) من قوله { فلا } نافية ، وإنما لم تكرر مع أن العرب لا تكاد تفردها كما جاء في آية {[7474]} { فلا صدق ولا صلى } {[7475]} { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } استغناء بدلالة بقية الكلام على تكرارها لأن ( لا اقتحم ) لما فسر بما بعده كان في قوة ( لا فك رقبة ولا أطعم مسكينا ) وفي الآية أجوبة أخرى ، منها أنه لما عطف عليه كان وهو منفي أيضا فكأنها كررت وقيل ( لا ) للدعاء كقولهم ( لا نجا ولا سلم ) وقيل مخففة من ( ألا ) التي للتخصيص وقيل إنها للنفي فيما يستقل وقال الإمام أما ما قيل من أن ( لا ) إذا دخلت على الماضي وجب تكرارها ولم تكرر في الآية فذلك لا يلتفت إليه لأن الكتاب نفسه حجة في الفصاحة وقد ورد في كلامهم عدم تكرارها


[7474]:75/ القيامة/ 31.
[7475]:2/ البقرة / 38.