{ وأنت حل بهذا البلد } عناية بالنبي صلوات الله عليه فكأنه إقسام به لأجله مع تعريض بعدم شرف أهل مكة ، وأنهم جهلوا جهلا عظيما لهمهم بإخراج من هو حقيق به وبه يتم شرفه .
قال الشهاب و ( الحل ) صفة أو مصدر بمعنى الحال على هذا الوجه ولا عبرة بمن أنكره لعدم ثبوته في كتب اللغة ، وقيل معناه وأنت يستحل فيه حرمتك ويتعرض لأذيتك ففيه تعجيب من حالهم في عداوته وتعريض بتجميعهم وتفريقهم بأنه لا يستحيل فيه الحمام فكيف يستحل فيه دم مرشد الأنام عليه الصلاة والسلام ؟
وقيل معناه وأنت حل به في المستقبل تصنع فيه ما تريد من القتل والأسر إشارة إلى ما سيقع من فتح مكة وإحلالها له ساعة من نهار يقتل ويأسر مع أنها ما فتحت على أحد قبله ولا أحلت له ففيه تسلية له ووعد بنصره وإهلاك عدوه ، و ( الحل ) على هذين الوجهين ضد الحرمة وفيهما كما قالوا بعد ، لا سيما إرادة الاستقبال في الوجه الأخير فإنه غير متبادر منه وإنما كان الأول أولى لتشريفه عليه السلام بجعل حلوله به مناطا لإعظامه مع التنبيه من أول الأمر على تحقيق مضمون الجواب بذكر بعض مواد المكابدة على نهج براعة الاستهلال وإنه كابد المشاق ولاقى من الشدائد في سبيل الدعوة إلى الله ما لم يكابده داع قبله صلوات الله عليه وسلامه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.