تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا} (21)

مرصادا : مكان الارتقاب والانتظار .

وبعد أن عدّد الله تعالى وُجوهَ إحسانه ، ودلائلَ قدرته على إرسال رسوله الكريم ، وذكَرَ يومَ الفصل وما فيه من أهوال وشدائد - ذكر هُنا وعيدَ المكذّبين وبيانَ ما يلاقونه فقال :

{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً . . . }

إن جهنّم تترصَّد وتنتظر الجاحدين .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا} (21)

{ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } شروع في تفصيل أحكام الفصل الذي أضيف إليه اليوم إثر بيان هوله والمرصاد اسم مكان كالمضمار للموضع الذي تضمر فيه الخيل ومفعال يكون كذلك على ما صرح به الراغب والجوهري وغيرهما كما يكون اسم آلة وصفة مشبهة للمبالغة والظاهر أنه حقيقة في الجميع أي موضع رصد وترقب ترصد فيه خزنة النار الكفار ليعذبوهم وقيل ترصد فيه خزنة الجنة المؤمنين ليحرسوهم من فيحها في مجازهم عليها وقيل ترصد فيه الملائكة عليهم السلام الطائفتين لتعذب إحداهما وهي المؤمنة وتعذب الأخرى وهي الكافرة وجوز أن يكون صيغة مبالغة كمنحار أي مجدة في ترصد الكفرة لئلا يشذ منهم واحد أو مجدة في ترصد المؤمنين لئلا يتضرر أحد منهم من فيحها أو مجدة في ترصد الطائفتين على نحو ما سمعت آنفاً وإسناد ذلك إليها مجاز أو على سبيل التشبيه وفي «البحر » أن مرصاداً معنى النسب أي ذات رصد وقد يفسر المرصاد بمطلق الطريق وهو أحد معانيه فيكون للطائفتين ومن هنا قال الحسن كما أخرج عنه ابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد في الآية لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار وقال قتادة كما أخرج هؤلاء عنه أيضاً اعلموا أنه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار وقوله تعالى : { للطاغين } أي المتجاوزين الحد في الطغيان متعلق بمضمر إما نعت لمرصاداً أي كائناً للطاغين وإما حال من قوله تعالى : { مَئَاباً } .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا} (21)

قوله : { إن جهنم كانت مرصادا } من الرصد والترصد وهو الترقب{[4737]} والمعنى : أن جهنم ذات رصد لأهلها الذين كانوا يجحدون بآيات الله ويكذبون بيوم القيامة . فجهنم بذلك تترقب من يجتازها وترصدهم رصدا . والمرصاد ، بوزن مفعال ، فهو صيغة مبالغة . فكأن جهنم يكثر منها انتظار الكفار


[4737]:مختار الصحاح ص 244.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا} (21)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إن جهنم كانت ذات رَصْد لأهلها، الذين كانوا يكذّبون في الدنيا بها، وبالمعاد إلى الله في الآخرة، ولغيرهم من المصدّقين بها. ومعنى الكلام: إن جهنم كانت ذات ارتقاب، ترقب من يجتازها وترصُدهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

منهم من ذكر أنها كانت في علم الله تعالى أنها ترصد على من حقت عليه كلمة العذاب، فتعذبه، ولا يمكنه الفرار عنها. وقيل: ترصد بشهيقها وزفيرها من استوجب العذاب، فتعذبه، وتقرب طواغيها له وسخطها على من سخط الله عليه. وقيل: معنى المرصاد أن يكون ممر كل كافر ومؤمن عليها، لكن الكافر يقع فيها، والمؤمن ينجو منها...

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

قال أهل اللغة: كل شيء كان أمامك فهو رصد، والمراد أنه المكان الذي يرصد فيه الكفار لنزول العذاب بهم... وقيل: مرصادا أي: يرصدون بالعذاب أي: على معنى أنه يعد لهم...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

المرصاد: الحدّ الذي يكون فيه الرصد. والمعنى: أن جهنم هي حدّ الطاغين الذي يرصدون فيه للعذاب وهي مآبهم. أو هي مرصاد لأهل الجنة ترصدهم الملائكة الذين يستقبلونهم عندها، لأن مجازهم عليها، وهي مآب للطاغين. وعن الحسن وقتادة نحوه، قالا: طريقاً وممرّاً لأهل الجنة...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما بين أن يوم الفصل هو النبأ العظيم بعد أن دل عليه وذكر ما فيه من المسير، ذكر ما إليه من الدارين المصير، فقال بعد التذكير بما في الجبال من العذاب بحزونتها وما فيها من السباع والحشرات والأشجار الشائكة والقواطع المتشابكة وغير ذلك من عجائب التقدير مؤكداً لتكذيبهم: {إن جهنم} أي النار التي تلقى أصحابها متجهمة لهم بغاية ما يكرهون {كانت} أي جبلة وخلقاً {مرصاداً} أي موضع رصد لأعداء الله ترصدهم فيها خزنة النار، فإذا رأوهم كردسوهم فيها... عند ورودها أو هي راصدة بليغة الرصد للكفار حتى صارت مجسدة من الرصد لتجمع أصحابها فلا يفوت منهم واحد كالمطعان لكثير الطعن، والمكثار للمبالغ في الإكثار.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يمضي السياق خطوة وراء النفخ والحشر، فيصور مصير الطغاة ومصير التقاة. بادئا بالأولين المكذبين المتسائلين عن النبأ العظيم:

(إن جهنم كانت مرصادا، للطاغين مآبا، لابثين فيها أحقابا. لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا، إلا حميما وغساقا. جزاء وفاقا. إنهم كانوا لا يرجون حسابا، وكذبوا بآياتنا كذابا. وكل شيء أحصيناه كتابا. فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)..

إن جهنم خلقت ووجدت وكانت مرصادا للطاغين تنتظرهم وتترقبهم وينتهون إليها فإذا هي معدة لهم، مهيأة لاستقبالهم. وكأنما كانوا في رحلة في الأرض ثم آبوا إلى مأواهم الأصيل!

وهم يردون هذا المآب للإقامة الطويلة المتجددة أحقابا بعد أحقاب: