فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا} (21)

ثم شرع سبحانه في تفصيل أحكام الفصل فقال : { إن جهنم كانت مرصادا } قال الأزهري المكان الذي يرصد الراصد فيه العدو ، وقال المبرد مرصادا يرصدون به أي هو معد لهم يرصد به خزنتها الكفار ، قال الحسن إن على الباب رصدا لا يدخل أحد الجنة حتى يجتاز عليهم ، فمن جاء بجواز جاز ومن لم يجئ بجواز حبس وقال مقاتل محبسا ، وقيل طريقا وممرا .

قال في الصحاح الراصد للشيء الراقب له ، يقال رصده يرصده رصدا والرصد الترقب ، والمرصد موضع الرصد ، قال الأصمعي رصدته أرصده ترقبته .

ومعنى الآية إن جهنم كانت في حكم الله وقضائه موضع رصد يرصد فيه خزنة النار الكفار ليعذبوهم فيها ، أو هي في نفسها متطلعة لما يأتي إليها من الكفار كما يتطلع الرصد لمن يمر بهم ، وبأتي إليهم ، والمرصاد مفعال من أبنية المبالغة كالمعطار والمعمار ، فكأنه يكثر من جهنم انتظار الكفار .