الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتۡ مِرۡصَادٗا} (21)

- ثم قال تعالى : ( إن جهنم كانت مرصادا ) .

أي : إن جهنم كانت ذات ارتقاب ترتقب من يجتاز بها {[73123]} وترصدهم {[73124]} ، ولم يقل " مِرصادة " لأنه جار على الفعل . فالمعنى ترصد {[73125]} من عصى الله . وفي " مِرْصَاد " معنى التكثير {[73126]} . ولذلك لم يقل : " راصدة " ففي وصفها بما لم يجر على الفعل معنى التكثير ، ولو قال [ راصدة ] {[73127]} لثبتت الهاء ، لأنه جار على الفعل ، ولم يكن فيه ( معنى ) {[73128]} تكثير ، ففي " مرصاد " معنى النسب ( كأنه قال : " ذات إرصاد " وكل ما حمل على معنى النسب ) {[73129]} من الأخبار والصفات ففيه معنى التكثير واللزوم ، فالمعنى أنها مرصاد لمن كان يكذب بها في الدنيا .

وكان الحسن يقول – إذا قرأ هذه الآية {[73130]}- : ألا إن على النار المرصد ، فمن جاء بجواز جاز ومن لم يجِأْ {[73131]} احتبس {[73132]} .

وروي عنه أنه قال : لا يدخل أحد الجنة {[73133]} حتى يجتاز {[73134]} على النار {[73135]} .

وقال قتادة : [ تعلمن ] {[73136]} أنه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار {[73137]} .

وقال سفيان : على جهنم ثلاث {[73138]} قناطير {[73139]} .


[73123]:- في جامع البيان 30/9: "يجتازها".
[73124]:- أ: وترصدونها.
[73125]:- أ: ترتصد.
[73126]:- انظر إعراب النحاس 5/128.
[73127]:- م، ث: رصدت.
[73128]:- ما بين قوسين (معنى) ساقط من أ.
[73129]:- ما بين قوسين (كأنه – النسب) ساقط من أ.
[73130]:- أ: إذا قرأ هذه الآية يقول.
[73131]:- أ: يجيء بجواز.
[73132]:- انظر جامع البيان 30/9 وفيه "الرصدّ بدل "المرصد".
[73133]:- أ، ث: الجنة احد.
[73134]:- ث: يتجاز.
[73135]:- انظر المصدر السابق والدر 8/394.
[73136]:- م، ث: تعلما. وفي جامع البيان: "يعلمنا" وفي الدر "تعلموا".
[73137]:- انظر المصدرين السابقين.
[73138]:- ث: ثلاثة.
[73139]:- انظر جامع البيان 30/9 وفيه "قناطر" وفي المفردات للراغب 422: (قطر) "القناطير جمع القنطرة...".