تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا} (26)

فاسجد له : صلّ له .

وسبّحه : تهجّد له .

وأكثِر السجودَ في الليل وتهجّد به وسبّحه ليلاً طويلا مستغرقا في صلواتك ومناجاة ربك .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا} (26)

قوله عز وجل { واذكر اسمك ربك بكرة وأصيلا . ومن الليل فاسجد له } يعني صلاة المغرب والعشاء { وسبحه ليلاً طويلاً } يعني التطوع بعد المكتوبة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا} (26)

" ومن الليل فاسجد له " يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة . " وسبحه ليلا طويلا " يعني التطوع في الليل . قاله ابن حبيب . وقال ابن عباس وسفيان : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة . وقيل : هو الذكر المطلق سواء كان في الصلاة أو في غيرها وقال ابن زيد وغيره : إن قوله : " وسبحه ليلا طويلا " منسوخ بالصلوات الخمس وقيل : هو ندب . وقيل : هو مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم . وقد تقدم القول في مثله في سورة " المزمل " {[15706]} وقول ابن حبيب حسن . وجمع الأصيل : الأصائل والأصل ، كقولك سفائن وسفن . قال :

ولا بأحسنَ منها إذ دَنَا الأُصُلُ

وقال{[15707]} في الأصائل ، وهو جمع الجمع :

لعمري لأنت البيتُ أُكْرِمَ أهلُهُ *** وأقعدُ في أفيائه بالأصائِلِ

وقد مضى في آخر " الأعراف " {[15708]} مستوفى . ودخلت " من " على الظرف للتبعيض ، كما دخلت على المفعول في قوله تعالى : " يغفر لكم ذنوبكم " [ الصف : 12 ] .


[15706]:راجع ص 38 من هذا الجزء.
[15707]:قاله أبو ذؤيب الهذلي.
[15708]:راجع جـ 7 ص 355.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَٱسۡجُدۡ لَهُۥ وَسَبِّحۡهُ لَيۡلٗا طَوِيلًا} (26)

وأما المغرب والعشاء ونافلة الليل فدخلت{[70763]} في قوله : { ومن الّيل } أي بعضه والباقي للراحة بالنوم { فاسجد له } أي فصل له صلاتي المغرب والعشاء ، وذكرهما بالسجود تنبيهاً على أنه أفضل الصلاة ، فهو إشارة إلى {[70764]}أن الليل{[70765]} موضع الخضوع ، وتقديم الظرف لما في صلاة الليل من مزيد الكلفة والخلوص ومزيد الفضيلة لأن الالتفات فيه إلى جانب الحق أتم لزوال الشاغل للحواس من حركات الناس وأصواتهم وسائر الأحوال الدنيوية ، فكان أبعد عن الرياء فكان الخشوع-{[70766]} فيه و{[70767]} اللذة التامة بحلاوة العبادة أوفى { وسبحه } أي-{[70768]} بالتهجد { ليلاً طويلاً * } نصفه أو أكثر منه أو أقل ، ولعله سماه تسبيحاً لأن مكابدة القيام فيه وغلبة النوم تذكر بما لله من العظمة بالتنزه عن كل نقيصة ، ولأنه لا يترك محبوبه من الراحة بالنوم إلا من كان الله عنده في غاية النزاهة ، وكان له في غاية المحبة .


[70763]:من ظ و م، وفي الأصل: فدخلتا.
[70764]:من ظ و م، وفي الأصل: إنه.
[70765]:من ظ و م، وفي الأصل: إنه.
[70766]:زيد من ظ و م.
[70767]:زيد من ظ و م.
[70768]:زيد من ظ.