ثم قال : ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا )
قال ابن زيد : " كتم هذا- أول شيء- فريضة ، نحو قوله : ( قم الليل إلا قليلا ) ، نصفه أو انقص منه ، أو زد عليه . . . ) {[72630]} ، فخفف الله هذا عن رسوله وعن الناس بقوله : ( إن ربك يعلم أنك تقوم ) الآية {[72631]} ، فجعل ذلك نافلة فقال : ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) {[72632]} وتقدير الكلام : واسجد له من الليل وسبحه ليلا طويلا ، فهو منسوخ بزوال فرض صلاة الليل كما ذكرنا {[72633]} وقيل : هو ( على ) {[72634]} الندب {[72635]} .
وقيل : هو خصوص للنبي صلى الله عليه وسلم {[72636]} .
( وقد ) {[72637]} قال ابن حبيب {[72638]} : إن قوله تعالى ( واذكر اسم ربك بكرة ) {[72639]} يعني الصبح . وقوله : ( وأصيلا ) {[72640]} يعني : الظهر والعصر . وقوله : ( ومن الليل فاسجد له ) يعني به المغرب والعشاء {[72641]} . فالآية {[72642]} محكمة جمعت الأمر بفرض الصلوات {[72643]} الخمس .
- وقوله : ( وسبحه ليلا طويلا ) . يعني الليل والمنسوخ فرضه . وكذلك {[72644]} قوله تعالى : ( وأقم الصلاة طرفي النهار ) {[72645]} فالطرف {[72646]} الأول صلاة الصبح ، والطرف الآخر [ صلاة ] {[72647]} الظهر والعصر .
- وقوله : ( وزلفا {[72648]} من الليل ) يعني المغرب والعشاء فهذه [ الآية ] {[72649]} أيضا جمعت فرض الصلوات {[72650]} الخمس وأوقاتها {[72651]} .
ومثل ذلك : ( اقم الصلاة لدلوك الشمس ) {[72652]} يعني : ميلها {[72653]} . وهو الظهر {[72654]} والعصر .
وقوله : ( إلى غسق {[72655]} الليل ) : ( يعني المغرب والعشاء {[72656]} .
- وقوله : ( وقرءان الفجر ) يعني صلاة الصبح ، فهذه أيضا جمعت ) {[72657]} فرض الصلوات الخمس وأوقاتها .
وكذلك قوله تعالى : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ) {[72658]} يعني : صلاة الصبح ( وقبل غروبها ) يعني : العصر .
- وقوله : ( ومن- [ اناء ] {[72659]} الليل ] فسبح ] {[72660]} يعني : المغرب والعشاء .
- وقوله : ( وأطراف النهار ) يعني : الظهر ؛ لأن {[72661]} وقتها [ يجمع ] {[72662]} طرفي النهار .
- وأما قوله : ( وسبح ) {[72663]} و ( بحمد ربك {[72664]} بالعشي والابكار ) {[72665]} ، فإن ذلك نزل قبل فرض الصلوات الخمس ، وكانت الصلاة ركعتين غدوة وركعتين عشية ، فرضا بهذه الآية ، ثم نسخ {[72666]} ذلك بالصلوات الخمس .
- وأول صلاة صليت من الصلوات الخمس : الظهر ، وبها بدأ جبريل ، ولذلك سميت الأولى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.