تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

شاقّوا الرسول : عادوه وخالفوه .

بعد أن بيّن الله تعالى حال المنافقين ذكَر هنا حال أساتذتهم اليهود الذين كفروا بالله وصدّوا الناس عن الإسلام بخبثهم ومكرهم ، وعادَوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم . وقد تبين لهم صدقُه وأنه رسولُ من عند الله ، وعندهم وصفُه في التوراة . . فهؤلاء لن يضروا الله شيئا ، وإنما يضرّون أنفسَهم ، وسيحبط الله مكايدَهم التي نصبوها للإسلام والمسلمين .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

شرح الكلمات :

{ إن الذي كفروا } : أي بالله ولقائه ورسوله وما جاء به من الدين الحق .

{ وصدوا عن سبيل الله } : أي عن الإِسلام .

{ وشاقوا الرسول } : أي خالفوه وعادوه وحاربوه .

{ من بعد ما تبيّن لهم الهدى } : أي عرفوا الرسول حق والإِسلام حق كاليهود وغيرهم .

{ لن يضروا لله شيئا } : أي من الضرر لأنه متعال أن يناله خلقه بضرر .

{ وسيحبط أعمالهم } : أي يبطلها فل تثمر لهم ما يرجونه منها في الدنيا والآخرة .

المعنى :

وقوله جل ذكره { أن الذين كفروا } أي كذبوا الله ورسوله { وصدوا عن سبيل الله } أي الإِسلام فصرفوا الناس عنه بأي سبب من الأسباب ، { وشاقوا الرسول } أي خالفوه وعادوه وحاربوه { من بعد ما تبيّن لهم الهدى } أي ظهر لهم الحق وأن الرسول حق والإِسلام حق بالحجج والبراهين هؤلاء الكفرة لن يضربوا الله شيئا من الضرر لتنزهه عن صفات المحدثين من خلقه ولامتناعه تعالى وعزته ، { وسيحبط أعمالهم } أي يبطلها عليهم فلا ينالون ما يؤملون في الدنيا بذهاب كيدها وخيبة أملهم إذ ينصر الله رسوله ويعلي كلمته ، وفي الآخرة لأن أعمال المشرك والكافر باطلة حابطة لا ثواب عليها سوى ثواب الجزاء المهين .

الهداية :

من الهداية :

- أعمال المشرك والكافر باطلة لا ثواب خير عليها لأن الشرك محبط للأعمال الصالحة .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

{ إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله } الآية يعني المطعمين من أصحاب بدر

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَآقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَىٰ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗا وَسَيُحۡبِطُ أَعۡمَٰلَهُمۡ} (32)

ولما جرت{[59894]} العادة بأن الإنسان لا يعذب ولا{[59895]} يهدد إلا من ضره كما تقدم من الإخبار بنكالهم وقبيح أعمالهم مهيئاً{[59896]} للسؤال عن ذلك فاستأنف قوله مؤكداً لظنهم أنهم هم{[59897]} الغالبون لحزب الله : { إن الذين كفروا } أي غطوا من دلت عليه عقولهم من ظاهر آيات الله لا سيما بعد إرسال الرسول المؤيد بواضح المعجزات صلى الله عليه وسلم { وصدوا } أي امتنعوا ومنعوا غيرهم زيادة في كفرهم { عن سبيل الله } أي الطريق الواضح الذي نهجه الملك الأعظم .

ولما كان أكثر السياق للمساترين بكفرهم{[59898]} ، أدغم في قوله : { وشاقوا الرسول } أي الكامل في الرسلية المعروفة غاية المعرفة .

ولما كان سبحانه قد عفا عن إهمال الدليل العقلي على الوحدانية قبل الإرسال ، قال مثبتاً الجار إعلاماً بأنه لا يغفر لمضيعه بعد الإرسال ولو في أدنى وقت : { من بعد ما تبين } أي غاية التبين بالمعجز{[59899]} { لهم الهدى } {[59900]}بحيث صار ظاهراً بنفسه غير محتاج بما أظهره الرسول من الخوارق إلى مبين ، ومنه ما أخبرت به الكتب القديمة الإليهة .

ولما كان المناصب للرسول إنما ناصب من أرسله ، دل على ذلك بقوله معرياً له من الفاء دلالة على عدم التسبيب{[59901]} بمعنى أن عدم هذا الضر موجود عملوا أو لم يعملوا وجدوا أو لم يوجدوا{[59902]} { لن يضروا الله } أي ملك الملوك ، ولم يقل : الرسول { شيئاً } أي كثيراً ولا قليلاً من ضرر بما تجمعوا عليه من الكفر والصد .

ولما كان التقدير : إنما ضروا أنفسهم ناجزاً بأنهم أتعبوها مما لم {[59903]}يغن عنهم{[59904]} شيئاً . عطف عليه : { وسيحبط } أي يفسد{[59905]} فيبطل بوعد لا خلق فيه { أعمالهم * } من المحاسن لبنائها من المنافق على غير أساس ثابت ، فهو إنما يرائي بها ، ومن المجاهر على غير-{[59906]} أساس أصلاً ، فلا ينفعهم شيء منها ، ومن المكايد التي يريدون بها توهين الإسلام ونجعل تدميرهم بها في تدبيرهم وإن تناهوا في إحكامها ، فلا تثمر لهم إلا عكس مرادهم سواء{[59907]} .


[59894]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: جرى.
[59895]:سقط من م ومد.
[59896]:من م ومدن وفي الأصل و ظ: مهشا.
[59897]:سقط من م ومد.
[59898]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في كفرهم.
[59899]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: بالعجز.
[59900]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59901]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: التسبب.
[59902]:من م ومدن وفي الأصل و ظ: لم يجدوا.
[59903]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: تعرفهم.
[59904]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: تعرفهم.
[59905]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: يحبط.
[59906]:زيد من ظ و م ومد.
[59907]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: وسوى.