تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (57)

وأيّ فضل وفوز أعظمُ من النجاة من عذاب أليم !

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (57)

" ووقاهم عذاب الجحيم . فضلا من ربك " أي فعل ذلك بهم تفضلا منه عليهم . ف " فضلا " مصدر عمل فيه " يدعون " . وقيل : العامل فيه " ووقاهم " وقيل : فعل مضمر . وقيل : معنى الكلام الذي قبله ، لأنه تفضل منه عليهم ، إذ وفقهم في الدنيا إلى أعمال يدخلون بها الجنة . " ذلك هو الفوز العظيم " أي السعادة والربح العظيم والنجاة العظيمة . وقيل : هو من قولك فاز بكذا ، أي ناله وظفر به .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (57)

ولما كان السياق للمتقين ، فكان ربما ظن أن هذا الذي فعل بهم حق لهم لا بد و [ لا-{[57768]} ] محيد عنه ، بين أن الأمر على غير ذلك ، وأنه سبحانه لو واخذهم ولم يعاملهم بفضله وعفوه لهلكوا ، فقال : { فضلاً } أي فعل بهم ذلك [ لأجل-{[57769]} ] الفضل ، ولذلك عدل عن مظهر العظمة فقال تعالى : { من ربك } أي المحسن [ إليك-{[57770]} ] بكمال إحسانه إلى اتباعك إحساناً يليق بك{[57771]} ، قال الرازي في اللوامع : أصل الإيمان رؤية الفضل في جميع الأحوال . ولما عظمه تعالى بإظهار هذه الصفة مضافة إليه صلى الله عليه وسلم ، زاد في تعظيمه بالإشارة بأداة البعد فقال : { ذلك } أي الفضل العظيم الواسع { هو } [ أي-{[57772]} ] خاصة { الفوز } أي الظفر بجميع المطالب { العظيم * } الذي لم يدع جهة الشرف إلا ملأها .


[57768]:زيد من مد.
[57769]:زيد من م ومد.
[57770]:زيد من م ومد.
[57771]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: بمقامهم و.
[57772]:زيد من م ومد.