الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (57)

ثم قال : { فضلا من ربك } أي : تفضلا منه . وهو{[62370]} مصدر{[62371]} والعامل فيه فعل مضمر{[62372]} .

وقيل العامل : { يدعون فيها بكل فاكهة آمنين }{[62373]} .

( وقيل العامل : { إن المتقين في مقام آمين }{[62374]} .

وقيل العامل : { ووقاهم عذاب الجحيم }{[62375]} .

وقيل : الكلام كله{[62376]} الذي{[62377]} قبله عامل فيه ، لأنه تفضل منه عليهم إذ وفقهم في الدنيا إلى أعمال يدخلون بها الجنة{[62378]} .

وقيل : سماه ( تفضلا ) لأنه غفر لهم صغائر لو أخذهم بها لم يدخلوا الجنة{[62379]} .

وقيل : إنما سماه ( تفضلا ) لأن نعمه{[62380]} عليهم في الدنيا تستغرق حسناتهم فأدخلهم الجنة بفضله ورحمته لا بأعمالهم .

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما أحد يدخل{[62381]} الجنة بعمله " .

قيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ ّ قال : " ( ولا أنا ){[62382]} إلا أن يتغمدني{[62383]} الله برحمته " {[62384]} .

ثم قال تعالى : { ذلك هو الفوز العظيم } ( أي : هذا الذي تقدم وصفه للمتقين هو النجاء{[62385]} العظيم والظفر{[62386]} ) الكبير .


[62370]:(ح): فهو.
[62371]:(ت): مصدرا.
[62372]:انظر إعراب النحاس 4/137، والبيان في غريب إعراب القرآن 362.
[62373]:قاله الزجاج في معانيه 4/429، ونسبه النحاس في إعرابه 4/137 إلى الزجاج. وذكره مكي مجهول القائل في مشكل إعراب القرآن 2/658، انظر جامع القرطبي 16/155.
[62374]:ساقط من (ح). وانظر مشكل إعراب القرآن 2/658، ولقد نسب النحاس في إعرابه هذا القول إلى الزجاج 4/137.
[62375]:انظر مشكل إعراب القرآن 2/658، وإعراب النحاس 4/137، وجامع القرطبي 16/155.
[62376]:ساقط من (ح).
[62377]:(ت): (كالذي).
[62378]:انظر إعراب النحاس 4/137.
[62379]:انظر إعراب النحاس 4/138 حيث تبنى هذا القول.
[62380]:في طرة (ت).
[62381]:(ح): (أن يدخل).
[62382]:في طرة (ت).
[62383]:(ح): (يغمدني).
[62384]:أخرجه البخاري في كتاب المرضى 75 باب 16 ح 5673، وكتاب الرقاق باب 18 ح 6463، ومسلم في كتاب المنافقين 50 باب 16 ج 4/2169، وابن مادجه في كتاب الزهد 37 باب 20 ح 4210، وأحمد 2/235 و 256 و264. عن أبي هريرة بمعناه. وأخرجه البخاري في كتاب الرقاق 81 باب 18 ح 6467، وأحمد 6/125 و 273 كلاهما عن عائشة بمعناه. وأخرجه أحمد 3/337 و362 و394، والدارمي في كتاب الرقاق باب 24 ج 2/305، كلاهما عن جابر بمعناه.
[62385]:كذا في (ت) و(ح).
[62386]:في طرة (ت).